منذ وصول الجيش الإنجليزي إلى الأراضي المصرية في 1882، بدأت شوارع الإسكندرية تعج بالجنود الإنكليز اللذين يتبادلون تمرير الكرة بشكلٍ ألهب حماس الشباب، ويتابعهم المصريون بدهشة وشغف.
بدأت اللعبة في الانتشار، وقرر وزير التعليم وقتها محمد ذكي باشا إدخال كرة القدم للمدارس المصرية .. فغير ذلك القرار تاريخ اللعبة تماماً في أفريقيا للأبد.
وبدأت المدارس في التباري فيما بينها وانتقل الصراع لكل الطبقات الفقيرة والمتوسطة والغنية، وبدأت اللعبة تتغلغل في الأحياء والشوارع المصرية، ومع انتشار كرة القدم قرر محمد أفندي ناشد تشكيل فريق مصري لكي ينافس فريق إنجليزي في مصر اسمه الأورانس، أقيمت المباراة وانتصر الفريق المصري.
تم تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم عام 1921، وعلى الفور انضم الاتحاد المصري للفيفا، وبدأ صيت منتخب مصر يذيع في العالم، حيث شارك في أولمبياد باريس وحصد المركز الثامن و انتصر على منتخب المجر وقتها بثلاثيةٍ نظيفة، وشارك في أولمبياد أمستردام 1928 وحقق المركز الرابع في مفاجأة مدوية.
كانت مصر قريبة من المشاركة في كأس العالم الأولى 1930 التي أقيمت بدون تصفيات وتم توجيه دعوة للمنتخب المصري، لكن بعد المسافة أجهض الفكرة.
قرر الاتحاد الدولي مخاطبة مصر للمشاركة في تصفيات كأس العالم 1934، ونافست في مجموعة ضمت فلسطين وتركيا للتباري بينهم لاختيار منتخب يمثل أفريقيا وآسيا معاً في كأس العالم التي أقيمت بعد ذلك في إيطاليا.
سافر المنتخب المصري إلى إيطاليا متجها إلى نابولي وكان قوام المنتخب المصري 18 لاعبًا،
سافرت مصر إلى إيطاليا على متن باخرة كبيرة من ميناء الإسكندرية إلى جنوى، حاول المدرب الحفاظ على لياقة اللاعبين بخضوعهم لبعض التدريبات البدنية على مدار 4 أيام مدة الرحلة قبل الوصول لمدينة جنوى.
تدرب بعدها المنتخب يومين استعداداً لمواجهة المجر في الدور الأول لكأس العالم يوم 27 مايو 1934 في نابولي، وذلك على ملعب جورجيو أسكاريلِّي الذي كانت سعته 40 ألف متفرج، والذي استضاف مباراة أخرى في المونديال قبل أن يتم تدميره في الحرب العالمية الثانية.
انتهى اللقاء بفوز المجر بنتيجة (4-2)، وكان يطبق فى تلك البطولة نظام خروج المغلوب فخرجت مصر من تلك البطولة بأداءٍ مله،. ولم تكن النتيجة منصفةً بحسب الصحف الإيطالية التي أكدت أن الحكم بيرلاسينا تحامل على المنتخب المصري في الشوط الثاني. فقد حرم حكم المباراة منتخب مصر من هدف صحيح، ثم تفاجأ الجميع بإلغاء الحكم هذا لهدف بداعي التسلل، والهدف الرابع للمجر جاء عن طريق خطأ فادح من الحكم، حيث ضرب مهاجم منتخب المجر حارس مرمى منتخب مصر في وجهه فتأذى أنف الحارس بالفعل، ولم يحتسب الحكم المخالفة وتم احتساب الهدف.
أصبح عبد الرحمن فوزى أول لاعب مصري عربي أفريقي يحرز هدفًا في كأس العالم، تم اختياره كأفضل جناح أيسر مهاجم في كأس العالم 1934.
وبعد انتهاء البطولة أدت قوة أداء منتخب مصر إلى التقاط الأندية الأوروبية لثلاثة لاعبين من المنتخب.
