اسبانيا

تحليل : أرنستو فالفيردي، رجل الأوقات الحرجة المظلوم

بقلم | عبد الرزاق حمدون

 

متصدراً لليغا بفارق يبعده عن الغريم التقليدي ريال مدريد بفارق 8 نقاط، يقود الفريق بثبات وبمسار صحيح دون أي خسارة متساوياً مع فرق في دوريات أُخرى تفوقه بالعدّة والعتاد والأسماء أمثال “باريس سان جيرمان_ مانشستر سيتي_ بايرن ميونيخ_نابولي”.

لا يخفى على أحد الوضع السيء الذي وصل إليه حال نادي برشلونة الإسباني سواء بالأداء والأسماء التي ليست أهل لإرتداء شعار النادي الذي احتل العالم في الفترة الأخيرة، إلى وضع الإدارة المزري والمساهم بشكل أكبر للوصول إلى هذه الحالة المتدنية من المصداقية واهتزاز عرش الكامب نو، لكن بالرغم من تلك الرياح العاتية والقوية التي هبّت على الفريق إلا أنه بقي صامداً وواقفاً على أقدامه بعد مرور عشرة مراحل من الليغا المحلية وثلاث جولات من دوري أبطال أوروبا، وأعطى اللاعبين ثقة في ظروف غير مناسبة.

تابعنا مسلسل الميركاتو الصيفي لنادي برشلونة والذي أسعفه من الفشل قدوم كل من سيميدو وديمبيلي فقط بالرغم من الطموح الكبيرة التي كانت تربط العديد من الأسماء القوية بالفريق، لكن أن تخرج من الميركاتو الصيفي وأنت محقق الجزء البسيط من أهدافك التي تراها ستساعدك على المنافسة هذا الموسم فهذا الأمر كفيل أن يخرج الكثير من المدربين وإعلانهم عن الاستقالة والسبب هو عدم تلبية متطلباتهم وخوفهم من المنافسة بشكل منقوص، لكن فالفيردي قبل التحدي وضغط الإعلام ولعب بتاريخه المهني الذي يراه كثيرون أنه متوسط لا يرقى لدرجة الجيّد ولا يخوّله تدريب نادٍ بحجم برشلونة، لكن قيادته للفريق بهذه الثقة حتى الآن تكفي أن نرفع القبّعة.

برشلونة يعني ميسي هذه المقولة سمعناها مع قدوم العام الجديد 2017 واستمرّت معنا حتى هذا الموسم حيث سجّل البرغوث 12 هدفاً مقابل 13 لجميع زملائه في الفريق من أصل 28 هدفاً وثلاثة أهداف تكفّلت دفاعات الخصوم من تسجيلها في مرماها بالخطأ، أرقام تعطينا صورة بسيطة على أن هذا الفريق يقترب من انهيار قوي إن لم يتم تدارك الموقف، أن هذا الفريق غير قادر على الصمود أكثر من مرحلة الذهاب ودور المجموعات في دوري أبطال أوروبا هذا العام.

التنويع في التشكيل هي ليست مهنة فالفيردي المعروف بالثبات التشكيلي والخططي منذ أيام بلباو لكن لو نظرنا لوضعه فهو مجبر على التجريب حتى الآن وابتكار الكثير من طرق اللعب التي سيصل من خلالها لضالّته، فأن تملك لاعبي وسط أمثال “راكيتيتش_غوميز_انييستا الكبير_بوسكيتس الوحيد_باولينيو القادم من الصين” وأن يُصاب لاعبك الجديد “ديمبيلي” لفترة طويلة وهو الذي بنيت عليه أحلاماً كبيرة منذ بداية الموسم، عدا عن تراجع كل من “سواريز_ بيكيه_ ماسكيرانو”، أنت مضطر لكي تبحث وتفتش عن التكوين المناسب لكل مباراة والثبات لن يكون حليفك.

فالفيردي المظلوم لأنه تحمّل مخلّفات المدرب السابق إنريكي والذي كان المسبب الأبرز لوصول الفريق لهذا الحال، لا تطلبوا من أرنستو الكثير قبل الميركاتو الشتوي لنرى كيف ستصلح الإدارة الموقف قبل حدوث الكارثة التي قد تنسي الجميع ريمونتادا الموسم الماضي وألقاب برشلونة في العصر الذهبي.