لا أريد أن أبدأ بمقدمة عن هذه القمّة لأنها لا تحتاج لذلك، فسمعة الفريقين وأدائهما القوي خلال الموسم يكفي لأن يجعلنا أمام ملحمة لا تقل عن قصص وملاحم التاريخ وأمام معركة كتلك التي نقرأ عنها في الكتب ونشاهد عنها أفلام وثائقية، هي نهائي النهائيات بين بطل إيطاليا وزعيم إسبانيا، بين أقوى خطوط الهجوم عالمياً وأصلبها دفاعياً، بين رونالدو الحاسم ووزراء الدفاع، بين إيسكو المهاري ووسط الريال المثالي أمام تكامل وتوظيف نجوم يوفنتوس في منتصف الملعب، بين أظهرة على الطرفين أثبتوا أنهم الأفضل عالمياً.
على الورق وزعت الجماهير نسب الفوز بين 50% لكل فريق، وهي كافية أيضاً لكي تمنحنا إثارة وتشويق قبل قمّة اليوم في كارديف وستأمن لنا متعة التسعين دقيقة منذ إطلاق الحكم صافرة البداية.
نهائي كارديف يعتمد به الفريقان على أرقامهما سواء في البطولة نفسها أو في مسابقاتهما المحلية، فلو قلنا أنّ ريال مدريد هو الأقوى هجومياً في الأبطال ب32 هدفاً فإن يوفنتوس بقيادة بوفون تلقّت شباكه 3 أهداف فقط، التنوع في التسجيل وفاعليته الرقمية ستزيد من نسبة مشاهدة الأهداف بطرق متعددة. في خانة التمريرات الوضع بين الفريقين متقارب جداً مع تفوّق بسيط للنادي الإسباني بواقع 7151 بنسبة تمريرات صحيحة وصلت إلى 89% تقابلها 6694 بنسبة تمريرات صحيحة 88%، أي أن معركة وسط الميدان والسيطرة ستكون في أعلى درجاتها لأنها بين ثاني وثالث ترتيب التمريرات في البطولة.
ريال مدريد: لو نظرنا لوضع الريال قبل النهائي سنجد أن الفريق في أفضل حالاته ووصل إلى درجة الخبرة التي تمكّنه من حصد اللقب لكن يبقى الأهم من ذلك هو قراءة زيدان لموقعة اليوم لكي يستطع من العودة بالكأس إلى مدريد. الوضع الأفضل والمثالي الذي سيجعل الريال متوازن هو البدء بنفس طريقة اللعب أمام كل من ملقا وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا أي برسم 4-3-1-2 أي إعتماده على إيسكو المهاري لخلخة دفاعات يوفنتوس وتكتله في وسط الميدان وإتاحة الفرصة للأطراف بالتقدم وتوزيع عرضيات محكمة داخل منطقة جزاء يوفنتوس واقتناص واحدة منها لمباغتة بوفون.
التمركز الصحيح ومساعدة الزميل خاصة في وسط الميدان ستعطي إضافة كبيرة للملكي مع توزيع اللعب من قبل توني كروس ومهارة وفن مورديتش وصلابة كاسيميرو الذي ستكون له كلمته العليا في ضبط المنطقة بين الدفاع ووسط ملعب فريقه، بالإضافة إلى رونالدو ودوره الحاسم في ترجمة أنصاف الفرص إلى أهداف.
يوفنتوس : بالرغم من صلابته الدفاعية فإن يوفنتوس يتمتع بقوّة هجومية وضعته سادس الترتيب التهديفي في البطولة ب 21 هدفاً أي يمتاز الفريق الإيطالي بنجاعة هجومية وسلاسة بنقل الكرة من الدفاع للهجوم بتواجد وسط ميدان منسجم حتى أن كل منهم يعلم مهمّة زميله قبل مهامه.
تشكيلة وخطة يوفنتوس ستكون قضية مفصلية في هذه المباراة حيث سيكون أليغري العبقري أمام عدّة خيارات 4-2-3-1 أو 3-4-2-1 أو 4-3-3 او 3-5-2، لكن في حالة مباراة اليوم والطريقة المثالية لمواجهة ريال مدريد تكمن بتواجد أربع لاعبين في الدفاع للحد من خطورة الريال عبر الأطراف، وتبدو ال 4-2-3-1 الأكثر موضوعية لبطل إيطاليا بتمركز لاعبي ارتكاز بحجم خضيرة وبيانيتش أمامهم ثلاثي وسط هجومي ديبالا وكوادرادو أو آلفيس الذي أظهر قدرة هجومية عالية، والتكتيكي المقاتل مانزوكيتش وهيجوايين مهاجم صريح.
نقاط مشتركة: أبرز النقاط المشتركة بين الفريقين هي قدرتهما على شن هجمات مرتدة والارتداد من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بطريقة منظّمة وسريعة وشهدنا ذلك من خلال أهدافهما بالبطولة. أما النقطة الثانية فهي قتل المباراة في حال تقدّم أحدهما بالبداية اي عندما يسجّل الميرينغي باكراً فإن الضغط سينزاح عن لاعبيه وهذا يعني أنهم سيسيّرون المباراة بحسب تمريراتهم وهدوئهم تماماً كما شاهدنا في لقائي بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد. أما لو تقدّم يوفنتوس اولاً فإنه سيقفل الثلث الأخير من ملعبه بالإسمنت المسلّح أي سيكون تجاوزه مكلّفاً لنجوم الريال وممكن قتل المتعة على حساب الفوز باللقب.
ويجب أن نذكر أن الجزئيات الصغيرة قد تلعب دورها في مثل هذه المواعيد أي ممكن ركلة جزاء، ركلة حرّة، ركنية مترجمة لهدف خطأ دفاعي أو هدف غير شرعي، جميع تلك الأمور قادرة على تغيير حامل الكأس من فريق لآخر، لكن يبقى ان نقول بأعلى صوت أننا أمام نهائي مثالي لأغلى الكؤوس الأوروبية والعالمية.