بقلم | عبد الرزاق حمدون
كما هي العادة في المواسم الكروية الأوروبية نمر بمحطتي انتقالات لا مفرّ منهما، الأولى في بداية الموسم وتدعى “السوق الصيفية” ، أما الثانية تكون بعد عطلة نهاية العام وفي الشهر الأول من السنة الجديدة وتسمى “السوق الشتوية”.
ومع انتصاف الموسم الكروي وإقبالنا على القسم الثاني من العام الرياضي في أوروبا وبعدما تم الكشف عن نقاط قوّة وضعف كل فريق تبدأ رحلة الأندية وإداراتها بإبرام الصفقات التي من شأنها أن تسد الشاغر في تشكيلاتها وانتقاء اللاعبين المميزين لتدعيم الصفوف والدكة لتكملت ما تبقى من الموسم بأسماء وفيرة وقادرة على النهوض بمستوى الفريق.
وفي ظل هذه المرحلة وبحث إدارات الأندية عن لاعبين جدد ومع انتهاء مرحلة الذهاب في الدوريات الأوروبية كشفت الأمور أكثر لدى هويّات اللاعبين المميزين والذي من شأنهم أن يحدثوا شيئاً مميزاً مع الأندية الكبيرة، وأبرز تلك الأسماء التي وردت في الصحف والمواقع العالمية بالآونة الأخيرة هو الألماني لينو غوريتزكا نجم شالكه الألماني ومنتخب ألمانيا الفائز بكأس القارات الأخيرة، ويعتبر أفضل لاعبي البوندسليغا الألمانية حتى الآن لما قدّمه مع ناديه خلال مراحل الذهاب.
لينو غوريتزكا أصبح مطلب العديد من الأندية الكبيرة في مقدّمتها ليفربول الإنكليزي وبرشلونة الإسباني لما يملكه من مقومات مغرية لأي نادي أبرزها:
1_ المشاركة في دوري الأبطال
يعتبر أبرز متطلبات الأندية الكبرى والمستمرة بالمسابقة الأعظم على مستوى الأندية الأوروبية، فمن قوانين هذه المسابقة وخلال فترة الانتقالات الشتوية لا يمكن للاعب سبق له وشارك بدوري الأبطال مع فريقه القديم أن يلعب بقميص ناديه الجديد بنفس البطولة وفي نفس العام، لذا عدم مشاركة شالكه في التشامبيونزليغ لمصلحة الأندية الكبيرة وللاعب نفسه الذي يطمح لتحقيق نقلة نوعية بمسيرته الكروية.
2_ المستوى القوي في عمر صغير
قدّم غوريتزكا واحدة من أفضل بطولاته الدولية عندما شارك مع منتخب ألمانيا في كأس القارّات الأخيرة وفرض نفسه أحد أفضل لاعبي المنتخب الألماني والبطولة على حدٍ سواء وكانت له البصمة الواضحة في وسط الميدان مما ساهم في تألق زملائه في المانشافت ليحققوا اللقب القارّي.
على صعيد الدوري والفريق هو أفضل المواهب الألمانية الحالية لمستواه العالي وهو لم يتجاوز الـ 22 ربيعاً، سجّل أربع أهداف مع شالكه حتى الآن في 11 مباراة خاضها بين أساسي وبديل عدا عن شهيّته في التسديد من خارج منطقة الجزاء وداخلها ليسجّل نسبة جيدة للاعب وسط ميدان.
3_ التعدد في المراكز
تعتمد كرة القدم الحديثة على التنوع والابتكار تكتيكياً من المدرب أو حتى من اللاعب وأصبحنا نشاهد الكثير من اللاعبين الذين يشغلون اكثر من مركز داخل أرضية الميدان مما يعطي مدربيهم الكثير من الراحة وبعدم التقييد بأدوار معينة خلال أوقات المباراة، وغوريتزكا أحد أفضل اللاعبين الشبّان الذين بإستطاعتهم اللعب في مراكز منتصف الميدان كـ لاعب ارتكاز أو صانع ألعاب وتارةً على الطرف الأيمن، إذاً لديه خبرة التعامل مع ظروف المباراة لكن بحاجة أكبر لتفعيلها بالشكل المضمون.
4_ السعر المناسب لنجم مستقبلي
في ظل ثورة ارتفاع الأسعار في أسواق كرة القدم والتي حوّلت اللعبة من رياضة إلى عالم الأعمال والاقتصاد وأضحت مقتصرة على الأندية التي تمتلك قاعدة مالية كبيرة وأصبح من الصعب أن تجد لاعباً بمواصفات غوريتزكا وبسعر أقل من 60 مليون يورو! لكن آخر تحديث لموقع Transfer Market المختص بأسعار اللاعبين كان سعر اللاعب الألماني 40 مليون يورو.
غوريتزكا مثله مثل العديد من النجوم اللامعين حالياً والمطلوبين لدى الكثير من الأندية لكن تبقى هذه العوامل تميّزه عن باقي الصف، فأين سنشاهد موهبة ألمانيا القادمة وأي شعار سيرتدي؟.
