بقلم | عبد الرزاق حمدون
في شوط ثانِ وخلال خمسٌ وأربعون دقيقة أنهى نجوم برشلونة المهمّة المتكررة بنجاح واستطاعوا من كسب 3 نقاط من أرض غريمهم التقليدي ريال مدريد ليحسموا اللقب بشكل كبير قبل مرحلة الإياب.
انتهى كلاسيكو العالم المنتظر هناك في سنتياغو برنابيه بين ريال مدريد وبرشلونة بانتصار مستحق للضيف الكتالوني بنتيجة 0-3، بعدما قدّم مباراة للذكرى في شوطها الثاني سيطر بها لاعبوه على مجريات اللقاء سجّلوا ثلاثة أهداف في 45 دقيقة أمام أعين عشاق ومحبي النادي الملكي وأمام مرأى رونالدو وزملائه الذين لم يخرجوا من حجرة الملابس في استراحة ما بين الشوطين و كأن شيئاً ما حدث لهم أثقل من عزيمتهم وبدأت الأخطاء تقع تباعاً من تلقي الهدف الأول إلى طرد كرفخال ثم الثاني وبعدها ضياع وتشتت في الملعب إلى أن جاء الهدف الثالث والقاتل للبلوغرانا.
شوط ملكي بامتياز ولكن !
لو عدنا إلى بداية المباراة أي في شوطها الأول سنرى أن الريال كان الطرف الأميز والأقوى من الناحية التكتيكية والسيطرة ومحاولات التسديد، وهذا يعود لحماسة ورغبة لاعبي زيدان للفوز بهذه المباراة وتحضيرهم لها، على الطرف الآخر فإن واقعية فالفيردي المعهودة منذ بداية الموسم حالت دون أن يصل نجوم مدريد لهز شباك شتيغن واقتصرت محاولاتهم على التسديد البعيد أو تألق من الحارس الألماني.
_ماذا فعل زيدان في الشوط الأول وكيف ردّ عليه فالفيردي؟
دخل زيدان المباراة بخطة 4-3-1-2 وفي مثل هذه المواقف نشاهد ايسكو خلف المهاجمين “رونالدو وبنزيما” لكن أمس قرر زيزو أن يقحم كوفاسيتش في هذا المركز نظراً لتألق الكرواتي في الآونة الأخيرة، والإعتماد على الثلاثي “كروس- كاسيميرو- مودريتش” في وسط الملعب، اللعب ب كوفاسيتش كانت غايته دفاعية بحتة ورقابة لصيقة على الأرجنتيني ليونيل ميسي ومساعدة كاسيميرو بهذه المهمّة وتحرير كل من كروس ومورديتش.
فالفيردي بدأ المباراة بخطة مشابهة تماماً لكن المفاجأة كانت بالبدء ب باولينيو خلف ميسي وسواريز، البرازيلي القادم من الصين قدّم حتى الآن موسماً جيداً ما دفع مدربه باللعب به من البداية، دفاعياً قام بتثبيت أظهرته للحد من خطورة مارسيللو وكارفخال، وتقوية وسط الميدان الدفاعي بثنائية “راكي- بوسكيتس” لتعطيل وسط الريال ومنعه من إيصال كرات أرضية لرونالدو وبنزيما لذلك كنا نشاهد كرات عالية من الخلف باتجاه مهاجمي الريال !
شوط أول سيّره فالفيردي لمصلحته وكان محظوظاً بالخروج بالتعادل السلبي، لكن في الشوط الثاني ما الذي حدث !
_شوط كارثي للريال!
عدنا إلى أرض الملعب بعد استراحة 15 دقيقة، في شوط المدربين فشل الفرنسي زيدان في مجاراة نظيره الإسباني الذي أعطى درساً للجميع كيف يمكن لفريق مهزوز ومثقل بالغيابات أن يحقق انتصاراً من قلب العاصمة مدريد وأمام ريال مدريد الكامل.
عناد زيدان على إبقاء كوفاسيتش للمهام الدفاعية في رقابة ميسي “الكابوس لوسط الريال” كلّفهم الفضحية التكتيكية الكارثية في لقطة الهدف الأول لبرشلونة عندما انشغل لاعبو الريال بميسي ونسيوا راكيتيتش يمشي وحيداً في نصف ملعبهم ومن ثلاث تمريرات تمكّن سواريز من التسجيل!
استمر زيدان بعناده ولم يقحم صانع ألعاب بين مجموعة لاعبي وسط لا يجيد أحدهم المهاري وصناعة اللعب وهنا أقصد “إيسكو”، وهذه هي أحد مشاكل زيدان البطء في ردّات الفعل! وأن تخسر معركة وسط الملعب أمام برشلونة مع ضياع وتشتت ذهني كلّفك الهدف الثاني، مع طرد لكافخارل ليعطينا فكرة عن عدم تركيز لاعبي الميرنغي، ثم سيطر برشلونة على مجريات المباراة حتى نهايتها ليأتي الثالث من البديل فيدال بعد تمريرة رائعة من ميسي.
_شوط فالفيردي بامتياز
ما فعله فالفيردي في الشوط الثاني كان كبيرأ وكبيراً جداً، اللامركزية في خط الهجوم وتبادل كل من باولينيو وسواريز وميسي المهام مع عودة الأرجنتيني لمنتصف الملعب لسحب أكبر عدد ممكن من لاعبي الريال وتقدم راكيتيتش للأمام قليلاً وباولينيو بحركة دائمة بين خطوط الدفاع وسواريز في بعض الأحيان على الطرف كأنه “ديفيد فيا أو هنري” مع بيب غوارديولا، نعم تماماً فالفيردي تقمّص دور بيب مع برشلونة سابقاً لكن بإختلاف الأسماء، ومع تسجيل الهدف الأول وطرد لاعب الريال طلب من لاعبيه بالتحرر أكثر والسيطرة على المباراة.
بالمجمل لم يكن الفريقان في المستوى المعهود ولم يكن ذلك الكلاسيكو القوي والندّي لكن أخطاء تكتيكية أهدت الفوز من فريق لآخر وكان عناد زيدان كهدية عيد الميلاد لفالفيردي الذي لم يرفضها إطلاقاً، ليرفع الفارق بينه وبين الريال 14 نقطة ويحسم الدوري منذ الآن.