بقلم | عبد الرزاق حمدون
10 حزيران 1998 .. قبل شهرين فقط على إقبال عامي الثامن في هذه الحياة، استيقظ أبي صباح ذلك اليوم وهو يردد عبارة “اليوم هو افتتاح كأس العالم لكرة القدم” والذي كانت تسضيفه فرنسا، لم أكن أعي تماماً ما يعني كلام والدي لكن كنت أرى شغف الحدث من عينيه اللتان كانتا تلمعان من ذكره وكلما اقترب وقت المباراة الافتتاحية أشعر بحماسه.
لهفتي على الرياضة منذ نعومة أظافري جعلتني أنضم لصف والدي وأتشوق لشيء لم أشاهده مسبقاً لكنه شيء يخص أسلوب حياة أصبحت محبّذة لي، نعم هي كانت كذلك بالرغم من صغر سنّي لكنني كنت لاعباً في صغار النادي الذي أتمني له وفي لعبة تبعد عن كرة القدم.
“سنشاهد منتخب البرازيل في أول اطلالة له” قال أبي!! بالرغم من غرابة الجملة على مسمعي وحداثتها لكنني تفاعلت معها وكأنني فهمتها جيّداً، اذاً بدأت المباراة في ظهيرة اليوم البرازيل “الاصفر والازرق” واسكتلندا “الازرق والابيض”، دقائق قليلة ومع ترديد أبي لأسماء بعض اللاعبين ونظراتي له لكي أستطيع فهم ما يحدث من تفاعله في كل لقطة أبرزها تلاعب رونالدو بدفاع اسكتلندا، أيوا رونالدو هو أول لاعب كرة قدم نطقت اسمه بالشكل الصحيح تحديداً في تلك اللقطة.
انتهت المباراة بفوز راقصي السامبا “كما قال أبي” بنتيجة 2-1، تمضي أيام المونديال ومبارياته الواحدة تلو الأخرى لكنني كنت انتظر رونالدو ورفاقه في كل مُناسبة، إيمان أبي بوصلهم للنهائي زاد من حماسي، إلى أن جاء يوم النهائي أمام فرنسا…
أذكر ذلك اليوم كنت في مدينة حلب وتحديداً في بيت جدي والجميع يترقب النهائي، جلست في حضن أبي أتابع رونالدو وروبيرتو كارلوس وريفالدو وكافو وتافاريل “نعم لقد حفظتهم من تكرار المباريات”، هل سيفوزن يا أبي؟! لم تكن إجابة أبي سريعة قبل أن يسجل زيدان أول الأهداف وقبل أن أتأمل التعادل جاء بالثاني بطريقة مشابهة ليقتل تفاؤلي ومع نهاية المباراة سجل بتيت الهدف الثالث لتنزل أول دمعة حزن من عيني.
مع انتهاء المباراة نظرت لأبي بعينين دامعتين، ابتسم وقال بعد أربع سنوات سيتكرر هذا الحدث وربما البرازيل تأتي بمنتخب قوي وتأخذ الكأس، لا تقلق.