بقلم | عبد الرزاق حمدون
يبقى مركز المهاجم الصريح بتواجد اللاعب المثالي يشكل قوّة الفريق وهو من يصنع الحدث دائماً ويجلب السعادة ويحصد نقاط أي مباراة كانت، وخير وسيلة لترجمة العمل الجماعي وجهد أي فريق في كرة القدم.
هذا الكلام ينطبق تماماً على مهاجم توتنهام الإنجليزي هاري كين فبعد تألقه اللافت مع السبيرز جعل الإسباني بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي يخرج بتصريح منذ أيامٍ قليلة سبقت هذين اللقائين حيث قال: “هاري كين هو فريق توتنهام”، نسبة للأرقام الهجومية التي صنعها كين مع فريقه اللندني حتى المرحلة العاشرة في البريميرليغ وفي ثلاث جولات من دوري أبطال أوروبا.
أرقام الأمير هاري
عندما نسمع بمهاجم ساهم بنسبة تفوق الـ 40% من أهداف فريقه في دوري محلّي، وأكثر من 80% في 3 جولات من دوري أبطال أوروبا، تبقى الأسئلة الأبرز كيف وصل لهذا الرقم وكيف يستطيع مهاجم فعل ذلك وبهذه الدّقة؟
سجّل هاري 8 أهداف في الدوري الإنجليزي في 9 مباريات شارك بها متصدّراً جدول ترتيب الهدّافين، وساهم بصناعة هدف واحد، وفي دوري أبطال أوروبا فإن كين يمتلك حصّة الأسد من أهداف توتنهام برصيد 5 أهداف من 7 سجّلها الفريق اللندني.
تعرّض توتنهام الإنجليزي للخسارة الثانية على التوالي في أقل من أربعة أيام فبعد الهزيمة أمام ويستهام في كأس الرابطة الإنجليزية يوم الأربعاء الماضي جاء السقوط أمام مانشستر يونايتد “المنافس الوحيد على المركز الثاني” لتكون خسارة مضاعفة وتبعد السبيرز مؤقتاً عن سباق الصدارة.
هزيمتا توتنهام كان بينهما عامل مشترك واحد وهو غياب هاري كين اللاعب الأكثر تأثيراً في فريق السبيرز حتى الآن وهذا ما يؤكد مقولة جوارديولا الشهيرة منذ أسبوعين التي وصفها المدرب بوتشيتنيو بأنها لا تحترم فريقه ولا تنصفه وتضيع تعب جميع اللاعبين، لكن ما حدث خلال مباراتهم أمام اليونايتد كان دليلاً كافياً على الشكوك التي دخلت نفوس الجميع في النادي اللندني وظهر ذلك جلياً بالضياع في الشق الهجومي وغياب الحلول التهديفية لنشاهد لاعبي الوسط في الفريق يتفننون بالتسديد البعيد مثل سيسوكو الذي سدد من مسافة 35 متراً وهو الذي لم يسجل أي هدف بمسيرته من هذه المسافة، أما ديلي آلي الذي انشغل بمشاكله الفردية مع آشلي يونغ وافتقد لنصفه الهجومي الثاني وظهر في لقطة وحيداً أمام 4 من مُدافعي اليونايتد ولم يكن الكوري الجنوبي سون خيرُ بديلاً لهاري كين ليضطر بوتشيتينو بإستبداله في الشوط الثاني وتعويضه بالإسباني لورينتي الذي لم يلقى نفسه حتى الآن.
أرقام توتنهام الهجومية في آخر لقائين أمام ويستهام ومانشستر يونايتد اقتصرت على 10 تسديدات على المرمى سجّل خلالها هدفين فقط، بينما في مباراة واحدة بتواجد هاري كين سدد الفريق 6 على المرمى سجّل منها 4 أهداف كما حصل أمام ليفربول عندما انتصر السبيرز على كلوب ولاعبيه 4-1.
كرة القدم هي رياضة جماعية يمارسها الكثير من اللاعبين ويديرها مدربين وكل منهم لديه مشاعر وأحاسيس قد تتأثر بالمحيط الذي حولهم تماماً كما حصل مع توتنهام ومدربه بوتشيتينو بعد تصريح الإسباني بيب جوارديولا الأخير وأدخل الشك في نفوسهم ويبقى السؤال كيف سيخرج توتنهام من هذه المعضلة والتي قد تشكل عائقاً في المستقبل كل ما طالت فترة غياب المهاجم الأبرز في انجلترا.
