اسبانيا

وجهة نظر : سوق الانتقالات غلبت ريال مدريد

بعد الخسارة المفاجئة التي تلقاها النادي الملكي اليوم على يد ريال بيتيس على ملعب السانتياغو برنابيو بهدف لصفر والتي أوقف من خلالها النادي البيتيسي سلسلة المباريات التي سجل فيها ريال مدريد توالياً عند 73 مبارة معادلأ الرقم القياسي المسجل باسم سانتوس البرازيلي في عصر بيليه، لابد من الوقوف مطولا عند أسباب الخسارة اليوم والتي يتحمل المدرب جزءا منها واللاعبون الجزء الآخر فيما تتحمل الإدارة الجزء الأكبر سواءا اليوم او التعادلات في الفترة السابقة.
ريال مدريد دخل اللقاء وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره ومتسلح بكل أسلحته باستثناء بنزيما وكوفاسيتش وثيو المصابين، لكن شخصية الفريق كانت غائبة تماما في معظم مجريات المباراة، كاسميرو يتقدم كأنه مهاجم وهمي متناسيا دوره الارتكازي.. كارفخال أضاع فرص وكرات بالجملة… رونالدو والرعونة أمام المرمى… حتى راموس بدت عليه اللامبالاة في لقطة الهدف والذي يتحمل جزء من المسؤولية، كمية الألقاب التي حصل عليها الريال في السنتين الماضيتين ولدت نوع من الاستهتار لدى الفريق وربما هذه النكسة التي حصلت تعيد اللاعبين والمدرب للتركيز من جديد وتصحيح مسار الفريق.
النقطة السلبية الثانية كانت في التبديلات، زيدان لم يعد لديه تلك الدكة القوية التي كان يملكها الموسم الماضي والتي دائما ما أعطت الحلول وجلبت النقاط والليجا التي سماها البعض في العام الماضي ليجا البدلاء، لكن كل ذلك لا يبرر أي من التبديلات التي قام بها زيزو اليوم حيث أخرج أكثر لاعبين حركيين في خط الوسط وإدخال مهاجمين إضافيين مع رونالدو وبيل، ثم خروج مارسيلو ودخول فاسكيز ليصبح جناح بمثابة مهاجم خامس، كل هذه التبديلات حرمت الريال من محور الفريق الذي يستلم الكرات ويوزعها فلم يعد بمقدور توني كروس لوحده الربط بين الخطوط واستلام الكرة من الدفاع وتوزيعها لخمس لاعبين بالهجوم، كان على زيدان الإبقاء على مودريتش الأكثر حيوية وأخراج بيل، ومن ثم إدخال سيبايوس بديلا لمارسيلو لإعطاء حلول أكثر لثلاثي الهجوم رونالدو اسنسيو ومايورال.
النقطة الثالثة والأهم وهي خطأ الإدارة غير المبرر والصادم، الميرينجي باع موراتا وخاميس وماريانو ولم يأتي بالبدلاء ولم يأتي ببديل واحد حتى… نقطة القوة التي امتلكها اللوس بلانكوس والمدرب الفرنسي الموسم الماضي تحولت إلى نقطة ضعف، وبيريز صاحب الصفقات المدوية لم يتحرك لتعزيز صفوف الفريق ولو انه جلب مهاجم على الأقل ربما كان وفى بالغرض وأنقذ الريال من دوامة الأزمة والشكوك والتساؤلات التي بدأت الآن بعد أن أصبح الفارق بينه وبين الغريم الأزلي برشلونة سبع نقاط كاملة بعد خمس جولات فقط.
الأمر الغريب حقا هو النحس المتواصل للفريق على أرضية البرنابيو… في ثلاثة مواجهات متتالية في اللاليجا يتعادل كبير العاصمة في مبارتين ويخسر الثالثة مع أنه خلق كمية فرص سانحة لا بأس بها، لكن التسرع من اللاعبين دائما ما افشل الهجمات واللمسة الأخيرة كانت غائبة والانانية في بعض الأحيان، كل ذلك كان من أسباب إضاعة الأهداف والفوز. في النهاية من المبكر الحكم عن من سيحصد لقب بطل الليجا في النهاية لكن الفارق الكبير الان يجبر الإدارة والمدرب واللاعبين على التحرك سريعا لتدارك الأمر ومنع إهدار اي نقطة مهما كلف الأمر وإلا سيدخل بطل الليجا وأوربا نفقاً مظلما ربما لا يجد له مخرجا الا بما لا يحمد عقباه.