اسبانيا

من البرنابيو إلى غرفة الإنعاش … من ينقذ برشلونة!

-هل أنت جاد بما تقول! لماذا علينا الذهاب….. الأمور قد حُسمت منذ أيام والمهمة أصبحت صعبة بل مستحيلة خاصة أنها هناك المكان لم يعد مكاننا، لم نعد كما كنا سابقاً.

إيمانه بريمونتادا وبتكرار معجزة باريس قاده إلى الملعب في مدريد، تمسكه بتفوهم في البرنابيو ساقه إلى مدرجاته على أمل تكرار الـ 6-2 والـ 4-0 والـ 3-1… ذهب رفقة صديقه الفاقد لأمل العودة لكن إصرار صاحبه وحماسه أشعل بداخله بصيصاً من الأمل اندثر بالهواء منذ سماعه بأسماء وتشكيل فريقه.!

-هل تشاهدهم وهم يقومون بالعمليات الإحمائية !!! كأنهم مستسلمين منذ البداية، أراهم فقط أسماء دون روح البلوجرانا حتى الفانيلات خفّت ألوانها وأصبحت شاحبة !! ما الذي يجري ! ما الذي يحدث ..!

يطلق الحكم صافرة البداية معلناً معها فقدان ما تبقى من هيبة النادي الذي غيّر كرة القدم في السنوات الأخيرة، كبرياء وعرش قلعة كاتالونيا انهز بشكل غير مسبوق، ولأول مرّة منذ زمن أصبحت جماهير برشلونة تخفي وجهها في البرنابيو.

تمر الدقائق الأولى صعبة على جماهير البرسا وتابعوا بدهشة الوجه الباهت الذي بدا عليه نجوم فريقهم! واكتفوا مثل حارسهم بمتابعة صاروخية أسينسيو تسكن شباك جدارهم الألماني، و كرة فاسكيز التي ارتطمت بالقائم الذي بدا وكأنه تعاطف مع لاعبي برشلونة وكبرياء فريقهم، لكنه لم يشفع لهم في هدف الريال الثاني خاصة بعد وصول بنزيما إلى حدود خط المرمى دون أي مقاومة تذكر لكي تصبح النتيجة في أول 39 دقيقة 2-0 للريال!.

-ألم أقل لك أن الأمور قد حُسمت!!! ألم أقل لك أنني خائف من الدقائق الأولى !! فهم أصبحوا متمرسين بمثل هذه المواعيد في ظل ابتعادنا المفاجئ !! ألم أقل لك أنهم الأميز حالياً وأننا بحاجة لإعادة هيكلة جديدة.! لا تكن مثلهم بدون روح … أجب عن أسئلتي لا تقف هكذا دون أي تعبير!

يستمر في الكلام مع مرور دقائق الشوط الأول حتى نهايته، واضعاً اللوم على صديقه المكتفي بهدوء تام كأنه سطح بحيرة راكن يخفي تحته بركاناً من المشاعر، هدوءه الداخلي وصفوته الذاتية لم تعكرها صيحات جماهير ريال مدريد، دخل مسلسل الذكريات بشريط بدأه بالأسماء والمحاربين القدماء ليشعر بنكهة خاصة من تواجده في البرنابيو، بدأ بالصراخ : “هيا يا بويول أعطي الكرة ل أبيدال، مرر بوسكيتس “القديم” ثم إلى تشافي ودعك من الموضوع فهو الوحيد الذي يعلم ما الذي يمكن فعله”.

-هل اكتفيت من هذه المهزلة؟؟ أدرك إصرارك على إكمال المباراة مع حلم العودة، لكنهم لن يعودوا، لم يسبق لهم بهذا الأداء أن عادوا، الحلول معدومة والفوارق شاسعة، هيا بنا فقد طفح الكيل علينا الذهاب فهم لا يستحقون كل هذا الدعم لقد خانوا النادي من رأس الهرم إلى أصغر لاعب !!! هيا يا صديقي هيا. مع خروجهم المُذل من الملعب تنهال على مسمعهم جُمل وكلمات من أبناء مدريد لم يألوفها منذ زمن… “لقد سحقناهم”، “لقد أذقناهم من نفس الكأس”، “استطعنا من تدمير كيانهم”!.

سارعوا بالخروج لكن صيحات الجماهير كانت في كل مدريد حتى في أزقة الشوارع والحانات لتذكرهم بالمأساة التي حلّت عليهم، من شبّاك حانة تابعوا مشاهدة ما تبقى من الشوط الثاني وكيف أن الكرة عاندتهم في العديد من المناسبات كأنها تقول لن أقف معهم اليوم لقد حلّ الزعل بيني وبينهم. خطواتهم أصبحت أثقل من ذي قبل كأنها بداية نقاش عما حصل وما يجري داخل فريقهم، الإتفاق كان على أنّ الهيبة مرتبطة بعودة مدرسة النادي،و مرتبطة بإعلان الثورة فيما تبقى من عمر الميركاتو لإنقاذ ما تبقى من أجمل فريقٍ عاصروه خلال حياتهم.