اسبانيا

تحليل : زيدان يخلق نفسه وفريقه من جديد !

صال وجال كما يحلو له في وسط الميدان، رشّ سحره الخاص الممزوج بين خيال رسام كتالونيا انييستا وفكر مدربه المبدع زيدان ‏عندما كان لاعباً، قدّم نفسه نجم اللقاء في ظل تواجد أفضل لاعبين في آخر عشر سنوات، جعل جمهور الريال يسلطن على لمساته ‏السحرية ومهارته العالية ودقة تمريراته، وأذاق برشلونة المر كما كان سحر تشافي وانييستا وميسي يعكر صفو الجماهير في ‏البرنابيو.‏ ‏

فرانشيسكو إيسكو كان نجم الشباك في أمسية السوبر الإسباني بعد تقديمه لأفضل مستوياته مع الميرنجي في مثل هذه المناسبات ‏وأمام الغريم الأزلي برشلونة وعلى أرضه بين جماهيره التي تابعت بحسرة تحرّكات ابن ملقا السابق والذي يلقّبه عشّاق البلوجرانا ‏‏”ابن برشلونة الضال” لما يحمله من مورثات كروية مشابهة لأكاديمية اللاماسيا وفكر برشلونة.‏

أرقامه في الكامب نو
صناعة هدف واحد غير كافية لتنصبك نجم الكلاسيكو ولكي تكون مميز بهذه المناسبة يجب عليك تقديم أفضل ما لديك، وهذا بالضبط مافعله صانع الألعاب الاسباني بتحقيقه نسبة 100% من المراوغات الصحيحة أمام وسط ميدان مؤلف من نجوم برشلونة، بل وتفوق حتى على ‏ميسي في تخصصه، بالإضافة إلى نسبة تمريرات صحيحة بلغت 89% وخلق ثلاث فرص لزملائه كأفضل من فعلها في السوبر.‏

اللاعب الذي كان احتياطياً بداية الموسم الماضي أصبح أحد أهم أعمدة ريال مدريد تحديداً بعد النصف الثاني من الموسم المنصرم، و‏تمكن من دخول قلوب عشاق فريقه وصار محط ثقة لزملائه ومدربه في وسط الميدان والعقل المدبر لجميع هجمات ريال مدريد فمن كان ‏وراء تألق إيسكو اللافت وأظهره للجميع بأفضل حُلّة ممكنة؟

زيدان يعيد التاريخ مجدداً
بدأ زين الدين زيدان ليلة ذهاب السوبر الإسباني بطريقة لعب 4-1-2-1-2 المشهور بلقب الالماسة وهو تشكيل يخدم صانع الألعاب والذي ‏يمتلك ميزات وخصال إيسكو أو زيدان سابقاً علماً أنها الطريقة المحببة للمدرب الإسباني ديل بوسكي الذي كان مشرفاً على ريال ‏مدريد بعصر الغلاكتيكوس عندما كان ماكليلي وفيغو وسولاري أمامهم زيدان صانع ألعاب خلف المهاجمين راؤول وموريانتس وهو ‏ما أخرج أفضل مافي الفرنسي من إمكانيات في تلك الفترة.‏

بصمة إيسكو لم تقتصر على السوبر فقط بل كما ذكرنا سابقاً ظهوره في الشق الثاني من الموسم الماضي كان مخططاً ومدروساً ‏من زيدان في إعادة إحياء نسخة جديدة منه في البرنابيو، لعب صاحب الرقم 23 بالعديد من الخطط منها 4-4-2 الكلاسيكية حين شغل الطرف الأيسر وهو المكان الذي كان يلعب به زيدان سابقاً بنفس التشكيل، الـ 3-5-2 و 4-3-1-2 كلاهما يعطي صورة كربونية ‏عن مدربه عندما كان لاعباً.‏

إذاً نحن أمام مدربٍ شاب فذٍ جريء، أعاد إحياء خطةِ ٤-٤-٢ الألماسة التي كانت على وشك الاندثار لصالح خططٍ أخرى كال ٤-٣-٣ و ال ٣-٥-٢ و ٤-٢-٣-١، وأعاد الألق لمركز صانع الألعاب وهو مركز زيزو نفسه عن طريق إيسكو – ونذكر هنا أنه باستثناء مسعود أوزيل فلا يوجد هذا اللاعب الذي يستطيع شغل هذا المركز!- ، زد على ذلك أن هذا التشكيل سيخدم عمر كريستيانو رونالدو ودوره الجديد بتحويله إلى رأس حربةٍ يحرز الأهداف من أنصاف الفرص.

المشكلة الوحيدة المتبقية الآن هي دور جاريث بيل، ففي السابق حين كان الفريق يعتمد خطة ٤-٣-٣ كان دور الويلزي واضحاً كجناحٍ أيمن، أما الآن مع الحاجة إلى مهاجمين، أحدهما رونالدو والثاني بنزيما و البديل أسينسيو، فمادور بيل في هذه المنظومة؟ هل بيعه هو الحل الأمثل؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة المتبقية في سوق الانتقالات.