كأس العالم دوري أبطال أوروبا

وجهة نظر : تقنية الفيديو و الأدرينالين !

قد تكون كرة القدم ظالمةً في بعض الأحيان وعادلةً في بعضها الآخر، لكن الأكيد أنه لايختلف اثنان على أن الأخطاء التحكيمية كانت سبباً لجمالية وروعة وتشويق كرة القدم، فهل يوجد أجمل من مشجعين على المدرجات أو في مقهى يشاهدان مباراة لفريقين خصمين ويختلفان بعدها على صحة قرار الحكم في إحدى اللقطات!؟ هنا تكمن النديّة والتشويق. الآن يتم تطبيق تقنية الفيديو في كأس القارات، وهو ماقد يكون خطوة رائعة لتحقيق العدل الكروي وتصحيح الأخطاء البشرية، فقد تم تصحيح الأخطاء التحكيمية من خلال هذه التقنية ولكن لا أظن أنا الأمر يتوقف هنا.

من تابع مباراتي البرتغال والمكسيك وتشيلي والكاميرون سيدرك أن اللعبة معرضة لخسارة الكثير من التشويق، فهل شاهدتم تعبير وجوه اللاعبين وهم ينتظرون صحة الهدف من عدمها، هل يعقل أن ينتظر اللاعب القرار حتى يستطيع الاحتفال بهدفه؟؟!

ولم يقتصر الأمر على اللاعبين وحسب، بل حتى هدير الجماهير لحظة تسجيل الهدف تناثرت، فباتوا في حالة ترقب أثناء دقائق القرار ليهتفوا بعدها هتافاً نشعر معه بالاختناق والبرود بعد اختفاء تأثير أدرينالين الهدف وتحول التشجيع إلى هتاف تقليدي وكأننا في لحظات عادية من المباراة، وليس في لحظة دخل فيها هدف قد يمنح صاحبه لقب كأس العالم مثلاً !

بل إن الحكام نفسهم عبروا عن تأثرهم بهذه التقنية حيث أصبحت حالة من الشكِّ والخوف تسيطر عليهم أثناء اتخاذ القرارات خشيةً من ارتكاب الأخطاء كما حصل في مباراة تشيلي والكاميرون عندما سجل منتخب تشيلي هدفه الأول ولم يرفع حكم الخط الراية معتبراً أن الهدف صحيح، في حين تبين من خلال العودة للكاميرات أن الهدف جاء من حالة تسلل مما دفع حكم الساحة إلى إلغاءه، وفي الشوط الثاني حين سجل المنتخب التشيلي الهدف الثالث رفع الحكم الراية بعد أن شعر بالخوف من الوقوع في الخطأ مرتين فقرر رفع الراية كي لايشكك أحد بإمكانياته، وبعد الرجوع للفيديو تبين صحة الهدف واحتسبه حكم الساحة، أي ثقةٍ سيتخذ بها هذا الحكم قراراته في المستقبل؟

ويبقى السؤال بعد هذا كله، هل ستكون التقنيات الحديثة عاملاً لتطوير الرياضة الأكثر شعبية في العالم؟ أم أنها ستحقق العدالة على حساب التشويق والجمالية.