دائماً ما يدور حوارٌ بيني وبين أصدقائي عن موضوع القيمة المضافة وعلاقتها بعالم كرة القدم وهي التي تعني أن القيمة لا تتعلق باللاعب نفسه فحسب بل هناك قيمة خفية مضافة إلى هذا السعر و هنا أقصد وكلاء اللاعبين، و ما حصل أمس مع دوناروما يوضح هذه العلاقة و يبقى الحارس الايطالي من ضمن القاعدة وليس الاستثناء، فكرة القدم اصبحت تتعلق بالطموح و الأموال وليس بالقميص وحده و عدد مرات تقبيل الشعار لأنها عادات و كليشة ترافق مراسم تقديم اللاعب، ومع نهاية الموسم يدخل هذا الشعار في خزانة الملابس مع الاستعداد لارتداء قميص جديد و تقبيله لالتقاط صور للذكرى.
لا يمكن لأحد ان يلوم دوناروما ، حتى توتي و جيرارد و الكثير من اللاعبين فكروا بالرحيل من اجل الطموح و الرغبة بالألقاب، ولكن الآن مع تواجد عنصر المال ووجود عملاء اللاعبين ومحاولتهم تخزين المزيد من الأموال في حساباتهم البنكية شكلت دافعاً جديداً لخروج المواهب من الباب الضيق لأندية كانت سبباً في اكتشافها . دوناروما ليس الملام بل إدارة ميلان التي اهتمت بمحاولة بيع النادي خلال العامين الماضيين، و نسيت عقود اللاعبين و النجوم الذين بحوزته، لذلك يبدو الملام الوحيد هنا هو بيرلسكوني الذي كان جل همه هو المضي قدماً و النجاح في بيع الفريق اما الميلان و اللاعبين كانوا في اسفل اولويات و اهتمامات رئيس النادي الايطالي.
دوناروما وبوغبا سيناريو مكرر ولن يكون الأخير، ولم يتحدث الرأي العام بنفس الزخم بعد صفقة النجم الفرنسي الذي قال يوماً ما بأن قميص اليوفي هو قميص العائلة وأنه على أستعداد للعمل في محطة بنزين على العودة إلى مانشستر يونايتد، و القاسم المشترك بين كلا اللاعبين هو رايولا و بانتظار سيناريو جديد الموسم المقبل. وأورد هنا نصاً كتبته بعد صفقة هيغوايين و بوغبا:
بعد قرب الإعلان عن انضمام المهاجم الأرجنتيني إلى اليوفي بقيمة تتجاوز ال 94.7 مليون يورو بات من الضروري الحديث عن هذه السوق التي تبدو انها انتقلت لمستوى جديد، فهل يستحق البيبيتا هذا المبلغ الكبير لتسجيله 40 هدف دون تحقيق اي بطولة مع فريقه الموسم الماضي؟، وماذا عن أندريا جوميز المنتقل حديثاً إلى برشلونة بقيمة 60 مليون يورو رغم أداء اللاعب العادي بل أن مدربه في نادي سانتوس اضطر لوضعه على دكة البدلاء في اخر مراحل البطولة التي يشارك فيها ومن دون انجازات او أرقام تذكر في الدوري الإسباني.
وعلى النقيض تماماً اذا نظرنا إلى الصفقة المحتملة لانتقال النجم العربي محرز إلى آرسنال بقيمة 50 مليون جنيه استرليني، أي اقل من سعر هيجوايين مع العلم أن رياض محرز افضل لاعب في الدوري الانكليزي وأكثرهم فاعلية و أحد هدافي البريميرليج، وعند مقارنته بهيغوايين من حيث الارقام فإن النجم الجزائري يتفوق في كل شيء.
لو كان مينديز او رايولا هم وكلاء محرز لرأينا سعر اللاعب يقفز ل 90 مليون بسبب العلاقات التي يمتلكها كلاهما، و يكفي القول أن العرض الأول الذي رفضه اليوفي من أجل بوغبا كان 100 مليون يورو و حتى هذه اللحظة لم تحسم الصفقة و يبدو أن ريال مدريد دخل على الخط مما سيرفع سعر اللاعب وقد تتجاوز صفقة انتقاله 130 مليون يورو اذا اصر بيريز علي تحقيق رغبة مدربه زيزو و لن يكون مستغرباً هذا السعر ان نجحت الصفقة بعد نجاح صفقة غوميز و هيجوايين. و لا ننسى ان شقيق هيجوايين هو مدير اعماله كان السبب في خروج اللاعب من مدريد بسبب طلبه ل رفع راتبه كما فعل من بعده والد أوزيل ايضاً. سوق لم تعد تعترف فقط بالمواهب بل أصبح وكلاء اللاعبين كضريبة القيمة المضافة أننا عندما نتحدث مع لاعب موهوب يمتلك وكيل كمينو رايولا، مينديز ، أو شركات الطرف الثالث فإن القيمة السوقية ستزيد بنسبة 30 %. و ضريبة القيمة المضافة هي الضريبة على الفارق بين سعر الإنتاج و سعر البيع وهذا ما يفعله وكلاء اللاعبين هذه الايام تماماً مع كل النجوم الشباب الذين يبحثون عن النجومية و الأموال. حتى أن هذه القيمة تخولك اختيار فريقك المفضل كما حصل مع ابرا عندما قرر الذهاب إلى برشلونة وحقق رايولا هذه الرغبة و بسعر جعل اللاعب السويدي أغلى صفقة في تاريخ الفريق الكتالوني. لأي نجم موهوب او صاعد عليك اختيار وكيلك المناسب و بذلك ستضمن قيمة مضافة على قيمتك الحالية سيفرضها اسم الوكيل الذي تختاره بعناية .