بعد الخسارة المخيبة المنتخب الفرنسي أمام نظيره السويدي في تصفيات كأس العالم الاسبوع الماضي، ومع غضب الجمهور والصحافة، كان لابد للمدرب ديديه ديشامب أن يغير من تشكيلته المعتمدة على اللاعبين الكبار أصحاب الخبرة والزج بالشباب عوضاً عنهم ليظهر الوجه المقاتل للديوك في المباراة التي جمعتهم مع المنتخب الإنجليزي مستغلاً نقاط ضعف الأخير الكثيرة.
فعلى الرغم من سمة المباراة الودية بين الطرفين إلا أن مجرياتها كانت عكس ذلك تماماً، فالجماهير الفرنسية كانت محتشدة في الملعب ورئيسهم الشاب يتوسطهم، وبعد ٧ دقائق فقط من صافرة البداية تمكن هداف الدوري الانكليزي هاري كين من توقيع الهدف الأول مستفيداً من خطأ دفاعي للخصم، توالت بعدها الأهداف من الفريقين لتنتهي المباراة بفوز أصحاب الأرض بثلاثة أهداف لهدفين.
أهم اكتشافات المباراة هما حارسي انكلترا الاحتياطيين بوتلاند (ستوك سيتي) و هيتون (بيرنلي) اللذان كانا من أفضل لاعبي اللقاء فلولا مهارتيهما وردة الفعل المميز لهما , لكانت النتيجة أعرض من ذلك، وأعتقد أنه في القريب العاجل ستشتعل المنافسة على المركز الأساسي لحراسة المرمى في المنتخب.
الأسود الثلاثة لم يغيروا من عادتهم بعد، فهم يمتلكون الأسماء والنجوم، ولكن يفتقدون الروح القتالية والانسجام التي تعتبر من أهم العناصر لتحقيق الألقاب والبطولات الدولية.
وعلى الجانب الأخر قدم الفرنسيون مباراة جيدة جدا على الصعيدين الفردي والجماعي وتألق في صفوفهم الموهبتان مبابي وديمبيلي، فالأول الذي أثر على قلوب المشجعين حين ارتدى الرقم ١٢ (رقم هنري) قدم مباراة ممتازة بتحركاته ومراوغاته، لذلك فمن غير المستبعد أن يكون في المستقبل القريب اللاعب الأغلى في العالم، والثاني لم يقل شأناً عن مواطنه فكان المحرك الأساسي للجهة اليمنى ولاشك أنه سيكون صفقة مهمة جداً لنادي برشلونة لو صدقت الإشاعات.
جدير بالذكر أن المباراة شهدت أول هدف لكل من أومتيتي و ديمبيلي مع المنتخب الفرنسي بالإضافة لطرد فاران، كما شهدت أيضاً أولى ثنائيات هاري كين في الأراضي الفرنسي.
لاشك أن المنتخب الفرنسي يملك مواهب شابة متميزة جداً بالإضافة لدكة بدلاء من أعلى طراز، فهل هم قادرون على إعادة ذكريات زيدان ٩٨؟ أعتقد ذلك، و الأيام وحدها كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.