ايطاليا

تحليل: عن ميلان و صفقة أندريه سيلفا

حاول مونتيلا كثيرًا أن يحوّل كارلوس باكا من مهاجم ثابت إلى متحرك، لم يمتلك الكولومبي المرونة كما الرغبة للتخلّص من دور مهاجم الصندوق القنّاص، ولم ينجح إلا في مباريات قليلة، أي فشل بالمجمل.اعتمد مونتيلا بعد ذلك على لابادولا الذي خدم المجموعة في الكثير من المباريات عبر طاقته وتحركاته المستمرة خارج منطقة الجزاء لكنه فشل في مهام التسجيل. كل ذلك مع إصرار مونتيلا على اللعب بمهاجم صريح وحيد في رسم 4-3-3 و 3-4-3 أحيانًا.

تعاقد ميلان مع المهاجم البرتغالي الشاب أندريه سيلفا قادمًا من بورتو. سيلفا مهاجم عصري يمتلك ميزة التمركز الصحيح والقدرة على التغلب في مواجهات واحد لواحد فهو يمتلك المهارة الفنية أيضًا. لاعب يخدم المجموعة كثيرًا عبر قتاليته وتحركاته، قادر على خلق مساحات ممتازة لنفسه كما لزملائه. ليس هدّافًا كبيرًا وقد يعاني أحيانًا في الإنهاء واللمسة الأخيرة، لكنه مناسب جدًا لطريقة عمل المدرب الإيطالي إن لم يجعل مهمته تسجيل الأهداف فقط. برأيي يجب أن يعمل على جعل سيلفا يقود خط هجومه لا أن يقود قائمة الهدافين.

قوة بدنية، وبنية جسمانية يستخدمها بشكل مثالي، بالإضافة إلى شخصية قوية يمتلكها صاحب ال 21 عامًا. حارب من أجل مركزه في بورتو واستطاع تمثيل المنتخب البرتغالي وأصبح شريك كريستيانو رونالدو في الهجوم. ليس سهلًا مشاركة كريستيانو وإثبات الشخصية بوجوده. استطاع سيلفا بوقت قصير فرض نفسه وترك بصمته كما تمكّن من تسجيل الأهداف.

في فرق الفئات العمرية لعب مهاجم ميلان الجديد كصانع ألعاب، كما أنه قادر أيضًا على اللعب كجناح. نسبة استفادة ميلان من هذه الصفقة تعتمد على مونتيلا وعلى شكل الفريق في الثلث الأخير. إذا أراد المدرب الإيطالي الإستمرار باللعب بمهاجم وحيد مع جناحين، يستطيع سيلفا تطبيق الدور الذي حاول مرارًا تطبيقه مع باكا، بجودة تحركه بين العمق والطرف والقدرة على تبادل المراكز مع الأجنحة واستغلال المساحات وأنصافها، وقدرته على وضع زملائه في وضعيات ممتازة داخل منطقة الجزاء. وباستطاعته أن يكون محطة لاستلام الكرات العالية والطويلة بسبب بنيته ولعب دور فيما يسمى بال pre-assist أي التمريرة التي قد تسبق التمريرة الحاسمة لقدرته على الحفاظ على الكرة وتمريرها في الوقت المناسب بعد تموضع زملائه. لكن إن كان مونتيلا يبحث عن ماكينة أهداف مع كل ما سبق من أدوار في المهاجم الشاب، فالأفضل أن يلعب بمهاجمَين وإن لم تستطِع الإدارة جلب مهاجم آخر، فمع كل تحفظي على باكا الموسم الماضي يكون الإبقاء عليه في هذه الحالة صفقة جديدة.

استغل فاسوني وميرابيللي وضع بورتو المالي كما العلاقة جديدة النشأة مع وكيل الأعمال البرتغالي جورج منديش أو خورخي مينديز كما هو متعارف عليه، وتمكّنا من إنهاء الصفقة ب 20 مليون يورو أقل من قيمة فسخ العقد. هي ثاني أغلى صفقة يقوم النادي بعد صفقة البرتغالي الأنيق روي كوشتا، وأندريه سيلفا لديه كل الإمكانيات لجعلها ناجحة كما أن يكون إسمًا مميّزًا في السنوات القادمة.