انكلترا Uncategorized

للساحرة المستديرة عاشقات (٢)

 

مضى أسبوع كامل وأنا أفكر في هذه الكارثة التي أودت بحياة ثلاثة وعشرين شخصاً بينهم ثمانية من اللاعبين وثلاثة إداريين واَخرين بين صحفيين ومشجعين ، وسادتي وحدها تشهد على رغبتي بمعرفة المزيد دونما احتياج لأخذ أجوبة جاهزة ممن حولي هنا، أخيراً قررت إزاحة هذا الهم عن كاهلي بالبوح لرفيق طفولتي الذي أصبح شهيداً في الأحداث التي تشهدها بلدي سوريا، لم يك ليخيبني بردود فعله يوماً، كيف لا وهو السند الذي لايسمح لأحد من الصبية بالمساس بي أثناء لعبنا لكرة قدم الشوارع اَنذاك، ثم أخيراً وجدنا الكنز الذي لم نحسب له حساباً،
فأحد أقارب صديقي الشهيد وهو (القريب) رجلٌ أربعيني مهووس بكرة القدم وأخبارها، ذهل بمعرفتنا للكارثة الجوية  فاصطحبنا لداخل بيته، فتح خزانة مؤلفة من ثلاثة أبواب علق في داخلها مالايزيد عن قطعتي ثياب، كل ماتبقى في تلك الخزانة هو كنز مؤلف من مئات المجلات والجرائد الرياضية المحلية والأجنبية، يخرج القسم الخاص بكارثة ميونيخ، جرائد بورق أصف، صحيفة لندنية فيها صورة للطائرة المتحطمة فوق الجليد، خرز فوق المجلة ورقة تترجم المكتوب بلغة عربية ركيكة، ثم بدأنا بالقراءة والبكاء، لعل هذه اللحظة كانت سبباً بين عدة أسباب في قراري بأن أدرس اللغة الانكليزية في الجامعة، كان الرجل حريصاً على كنزه هذا، لكنه وأمام حماستنا أعطانا ماأسماه “ذكرى أثرية رياضية” متمثلة بصورة للسير مات باسبي وهو في المستشفى بعد نجاته من الحطام.