اسبانيا

كيف دخلت كرة القدم قلوب الجنس اللطيف في العالم العربي ‏

أن تكون شاباً متابعاً للرياضة فهذا أمرٌ طبيعي لدى الجميع، أن تكون متعصّباً وومنتمياً للنادي والشعار والألوان التي عشقتها ‏ولاعبي ناديك المفضل فأيضاً هذا اعتيادي، أن تكون شغوفاً ملاحقاً لكل شاردة وواردة وأي تفصيل كبيراً كان أم صغيراً لفريقك فأنت ضمن ‏حدود المسموح لدى المجتمع العربي عموماً، لكن إذا كنتِ من الجنس الآخر “اللطيف” وتتمتّعين بكل ‏تلك الصفات الرياضية فكيف سيكون الحال إذن؟.

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة داخل الشارع الرياضي العربي وهي إقبال الكثير من الفتيات اللواتي وجدن في الرياضة عامةً وكرة القدم خاصةً ملاذاً لهنّ وشيء يشبه شخصيتهن التنافسية في الحياة، وجدن أنفسهن من خلال التحدي وعشق الإثارة التي ‏لا يرينها سوى في هذه المنافسة المحمومة بين الفرق، اعتدن الصبر لمتابعة مباراة كاملة على أن يشاهدن برنامجاً فنّياً أو حلقة لمسلسل تركي يتابعونه، ‏فضّلن الذهاب إلى الملعب على حفلة تليق بهنّ، أردن صيحاتهن أن تشارك الشباب والرجال على مدرّجات الملعب على أن يقمن ‏بزيارة خاصّة لإحدى الصديقات.‏

بالرغم من تواجدهنّ مسبقاً في الإطار الرياضي والتشجيعي إلا أننا شهدنا في الفترة القريبة الماضية أن أعدادهنّ في ازدياد سريع ‏واحتللن الكثير من المواقع والمجموعات الرياضية وأصبحن أهلاً للنقاش مع جهابذة التحليل والتكتيك الرياضي من الذكور، فكيف ‏أصبح كل هذا وكيف انتقلت هذه “السوسة” إليهن؟:

‏١- من كؤوس العالم بدأت الحكاية
الانتظار من كأس عالم لأخرى أصبح مملّاً لدى العاشقات، ومتابعة كرة القدم لشهر واحد كل أربع سنين لم يعد كافياً لإشباع ‏ناظرهن من التمتّع بلاعبين عشقن ألوان بلادهم لأجلهم.‏
‏ البحث عن كرة قدم بعيدة عن أجواء العرس العالمي لا يمكن توافرها سوى داخل الدوريات الأوروبية التابعة لتلك المنتخبات، لذا ‏كانت النقلة النوعية القادمة للفتيات هي الانتقال من مرحلة كانت مقتصرة على شهر واحد كل أربع سنواتٍ إلى تسع شهور من كل ‏عام، مشاهدة مراحل الدوري ومراقبة النادي المعشوق عن كثب لمعرفة كل ما يدور حوله من أخبار تهمهن.‏

‏٢- شخصيات لاعبين أثرت على قلوبهن‏
قرب الفتيات من التشجيع لم يكن يبنى فقط على المستوى والأداء الذي يؤديه هذا المنتخب أو الفريق، بل يرتبط بشكل كبير بوسامة ‏لاعبيه، ومن منا لم يلاحظ الأناقة التي كان يتمتع بها اللاعبين خارج الميدان، ولعل أبرز مثال على ماسبق هو المنتخب ‏الإيطالي الذي كان يضم أكثر لاعبي العالم جذباً للجنس اللطيف فمن تلك التي كانت تقاوم جمال “باجيو، توتي، ديل بييرو، نيستا وبوفون؟”
ظهور منتخبات أخُرى بشكل مستمر وقوي في مناسبات عالمية كشف وجوه جديدة ومتألقة تجذب الفتيات، فمنتخب اللاروخا ‏الإسبانية مثلاً الذي ضمّ “كاسياس، ألونسو، راموس، بيكيه، فيا و تشافي و توريس” كان له الوقع الأكبر في قلوب المشجعات ‏اللواتي نقلن ميولهنّ نحو الكرة الإسبانية لضمان رؤية مستمرة للنجوم الجذَابة وتشجيع الفرق التي يلعبون لها، نفس الحال ينطبق على ‏المنتخب الألماني أيضاً.

‏٣-  الجزيرة الرياضية أو ‏beIN Sports
في بداية القرن الحالي أطلقت شبكة قنوات الجزيرة القطرية المختصّة بالسياسة شبكة جديدة متخصصة في المجال ‏الرياضي وأضحت المنفذ الوحيد للمتابع العربي لمشاهدة الدوريات الأوروبية بدايةً بالإسباني “ريال مدريد-برشلونة”، ‏وأكسبتهم شهرة منقطعة النظير في أطياف الشارع الرياضي العربي حيث استغل في ذلك عامل التاريخ العريق للناديين والعداوة الأبدية ‏بينهما لتنقسم سيدات الرياضة العربية بين قطبي إسبانيا.‏
تطور الجزيرة الرياضية لم يتوقف عند هذا الحد، فما هي الا سنوات قليلة حتى استحوذت على الكالتشيو الإيطالي والليغ آن الفرنسي ‏والبوندسليغا الألماني وأخيراً البريميرليغ الإنجليزي.‏

‏٤- توافر الانترنت ‏
كانت المعلومات التي تتلقاها متابعات كرة القدم من القنوات الرياضية “الجزيرة الرياضية أو بي ان سبورتس”، بحاجةٍ ليتم ‏تدعيمها بوثائق وحقائق تاريخية لا يمكن الحصول عليها إلا  من خلال شبكة الانترنت التي شاع استعمالها في العقد الأخير، وهنا كانت ‏النقلة النوعية في متابعة الرياضة من شكل أسبوعي إلى يومي لا بل لحظي عبر منصات عديدة نذكر منها: فيديوهات يويتوب، شبكة ويكيبيديا الشهيرة، مواقع أخبار ‏رياضية،  صفحات رياضية على مواقع الفيسبوك وتويتر وغيرها. فإذاً أصبحت كل العوامل متوافرة وبكثرة لمشاهدة الرياضة ‏وكرة القدم والنادي المحبوب واللاعب المعشوق.‏

‏٥- طرق مختلفة‏
الاقتباس هو جزء لا يتجزء من حياة أي فرد في هذا الكوكب وفي جميع العوامل اليومية والأنماط الحياتية، فإن تخصصنا بالمجال ‏الرياضي سنرى بأن أي بيت لا يخلو من متابع وعاشق ذكوري لكرة القدم، لذا من البديهي أن ذلك سيوثر على ما تبقى من أفراد عائلته، ‏سواءً ليكون مشجعاً لنفس الفريق الذي يعشقه أو حتى لفريق آخر بنفس الدوري، لذا فإن عامل الأب أو الأخ له دور كبير بانتقال الشغف الكروي الذي يحمله إلى أفرأد اسرته من الإناث كالابنة أو الأخت لكي تشارك عائلتها الأفراح والأحزان والتشويق والإثارة.‏