لا يوجد أبلغ من الجملة التي قالها أعظم مدربي كرة القدم السير أليكس فيرغسون بحق أسطورة روما فرانشيسكو توتي لتكون عنواناً لسلسلتنا هذه التي سنطلقها على أجزاءٍ ثلاث نحكي فيها حكاية النجم الإيطالي المحبوب الذي ودع الملاعب الإيطالية منذ يومين فقط.
توتي حكاية وفاء تجاوزت حدود العقل…حكاية كفاح كرة القدم
كما هي العادة في كل عطلة نهاية أسبوع تزحف جماهير روما إلى ملعب الأولمبيكو لمتابعة فريقها في الدوري المحلي، لكن لم يعلم الجميع أن مباراة بريشيا في 28 آذار/مارس من عام 1993 سينتج عنها ولادة قيصر سيعيد المدينة لعهد قياصرتها القدماء لكن هذه المرّة ليست في ساحات النزاع إنما في ملاعب كرة القدم وناقلاً متعة وإثارة مدرّجات المسارح المشهورة بها مدينة روما إلى ملعبها الأولمبي بألوان الجيلاروسي التي أصبحت بعد 25 عاماً من الإخلاص جزءاً من ألوان بشرته الحقيقية.
لو أجريت استفتاءً بين متابعي كرة القدم في تسعينيات القرن الماضي من هم أفضل 5 مواهب شابّة في تلك الحقبة سيكون اسمه موجوداً بينهم لا محالة، لو ذهبت بسؤالك إلى محاكاة المشاعر والذات الشخصية: “من هم أكثر اللاعبين تأثيراً في شخصيتك؟”، سترى تلقائياً اسمه في القائمة الصغيرة إن لم يكن في مقدمتها، إذاً “فرانشيسكو توتي” جمع المجد من كل أطرافه سواء بموهبته التي أشار لها الجميع منذ بدايات مشواره الكروي، إلى حبّه وشغفه ليس فقط لكرة القدم بل للقميص الذي يلعب له لدرجة شعورك بأنه وُلد بين أسوار الأولمبيكو.
شخصيته القيادية وحسّه بالمسؤولية بدى جلياً منذ صرخته الأولى في الملعب لذا كان تنصيبه قائداً لفرقة الجيلاروسي وهو في عمر الـ22 ليس مجازفة إنما إيماناً من إدارة النادي بقدرته على حمل الفريق على ظهره وأنه سيكون الذئب الذي يمثل شعار نادي العاصمة الإيطالية.
موهبة كبيرة في سن صغير
ولد فرانشيسكو في بلدة بورتا ميترونيا الواقعة في مدينة روما بتاريخ 27 سبتمبر 1976، شغفه بكرة القدم بدأ مبكراً حتى أنه كان لا يفارقها حتى أثناء نومه وكان يتابع المباريات بدلاً من متابعة أفلام الكارتون مثل باقي الأطفال مما جعل والده اينزو ينتبه لتلك الموهبة عند ابنه وينوي رعايتها وتطويرها.
نادي فوروتيدو كان الخطوة الأولى لتوتي حيث التحق به نظرا لقربه من بيته ورغم أنه كان الأصغر بين زملائه إلا أن قدراته الكبيرة كانت بارزة خاصة في مجال التحكم في الكرة والمراوغة والتمرير وهنا ازداد عشق وتعلق الولد الصغير بكرة القدم.
بعد بروز توتي وتفجر موهبته في كرة القدم بدأت الأندية الإيطالية تتهافت عليه لكن نادي لوديجياني تمكن من اقناع والده بتسجيله به ويعد ذلك النادي محطة هامة في مسيرة فرانشيسكو حيث أنه قابل هناك اميديو مورينو الذي يعد صاحب تأثير كبير على توتي داخل وخارج عالم كرة القدم وكان ذلك في العالم 1986، في تلك الأيام كان توتي يتابع مباريات روما من مدرجات الملعب الأولمبي مع اخاه ريكاردو وأعمامه مما خلق به الحب والولع بنادي العاصمة.
بدايات رومانيستا في عروق القائد
بدأ مع روما بعمر 13 عاماً فقط ضمن فريق الناشئين بالنادي وتدرج في صفوف ناشئي روما متدرباً تحت يدي عديد المدربين الذين أشادوا به وبقدراته، وكان معجباً وقتها بالنجم الألماني رودي فولر وقائد الفريق الأول جيانيني حتى أنه كان يعلق له صورة كبيرة في غرفته.
في عامه الـ14 حظي توتي وباقي فرق الناشئين بالنادي بفرصة مقابلة رئيس النادي دينو فيولا لتكريمهم نظرا لتحقيقهم نتائج طيبة في مسابقات الناشئين في إيطاليا وهنا تكلم الرئيس فيولا مع توتي قائلا له ” سمعت أنك لاعب ممتاز وأنا في انتظارك مستقبلاً”، كانت لتلك الكلمات وقع السحر على توتي مما زاد من حماسه واصراره على النجاح فاختير في نهاية العام أفضل لاعب في دوري الناشئين الإيطالي.
موسم 1992-1993 هو الموسم الذي لن يمحى من ذاكرة توتي حيث شهد المشاركة الأولى للاعب في الفريق الاول وكانت أمام نادي بريشيا في 28 مارس 1993 وانتهت بفوز روما بهدفين دون مقابل وكان اختياره لتمثيل الفريق الأول نتيجة قيادته لفريق الناشئين للفوز ببطولة الدوري والكأس الخاصة بالناشئين في إيطاليا وقد منحه المدرب بوسكوف تلك الفرصة وأشركه في مباراة أخرى لكنه لم يسجل أيضا.
نجح في احراز هدفه الأول في تاريخ 24 سبتمبر/أيلول 1994 في مبارة انتهت 1-1 أمام فريق فوجيا كالشيو، وفي عام 1995 أصبح فرانشيسكو توتي يلعب بشكل أساسي مع فريق روما وأحرز في الثلاثة المواسم التالية بدءاً من موسم 1995 “16” هدفاً، حمل إشارة قائد في فريق روما موسم 1997 بعمر الـ22 عاماً ليكون أصغر قائد في الدوري الإيطالي آنذاك.