اسبانيا

سيناريو : عندما يتحاور إنزو و أباه زيدان

انتهت الاحتفالات بالليغا ولم تعد قدما زيدان قادرتان على حمله، مثل هكذا يومٍ شاق بحاجة لكوب من القهوة في منتصف الليل في الغرفة العظيمة التي لها شرف احتواء زيدان!

(يقرع إنزو -ابن زيدان- الباب ويدخل..)

• مبروك اللقب يا أبي.. لا شيء جديد على إنسان ناجح مثلك.

– شكراً إنزو، لكن ما الذي يجعل لاعب مثلك يسهر حتى هذا الوقت؟!

• إنها التساؤلات يا أبي، هي من تسبب لي القلق.. خصوصاً أن الجواب يبعد عني غرفتين من البيت نفسه!
فكلما حاولت النوم أردت أن أعرف كيف فعلت هذا؟
كيف حققت في موسم ونصف اللقب الذي عجز عنه البعض أمثال كارلو وغيره؟
كيف وصلت بالفريق إلى هذه المرحلة من القوة والتنظيم.. رونالدو بهذا الحسم، الدكة بتلك الفعالية والقتالية بتلك الروح؟
والأهم من هذا كله.. كيف لا يزال البعض يراك “محظوظاً” ولا شيء أكثر؟

– اجلس وتناول كوب من القهوة فربما ليلتنا طويلة كتلك التي قضيتها قبل مباراة البايرن..
يمكن تلخيص النصف الأول من الحكاية بكلمتين “مصلحة الفريق”..
في الصيف الماضي كان معظم اللاعبين بحاجة للراحة، فكان لابد لي من إقناع بيريز بإلغاء الجولات الصيفية والاستغناء عن أرباحها في سبيل راحة اللاعبين ولياقتهم، ثم جاء التعاقد مع المعد البدني “بينتوس” صاحب الفضل الأكبر في وصول اللاعبين إلى نهاية الموسم بهذه اللياقة ودون أي إرهاق كبير!

• وكيف تمكنت من إقناع الرئيس ؟

– عندما تستطيع إقناع نجم مثل رونالدو بضرورة الراحة وعدم المشاركة في جميع المباريات للوصول للنهاية بهذا الحسم الرائع.. ستعرف أن إقناع بيريز كان سهلاً للغاية.

• الآن أبي.. قل لي ماذا عن دكة الفريق؟ أكان إدارة هذا الكم الهائل من النجوم أمراً سهلاً؟!

– نظرياً، الريال يملك دكة يمكنها المنافسة على المركز الرابع في الليغا مثلاً.. لكن دوري كان في “المداورة”.
لا يوجد لاعب أساسي وآخر احتياط، الأفضل سيلعب.. هذا ما جعل المنافسة بين موراتا وبنزيمة تفجر طاقاتهما، وأيضاً جعل إيسكو يلغي فكرة الرحيل عن البيت الأبيض، كوفا سيكون خليفة مودريتش لامحالة.. إنه يطور نفسه وينتظر الفرصة ليقدم الأفضل، أسينسيو جوهرة المستقبل أصبح يملك الثقة بعد إدخاله المفاجئ في كثير من المباريات الكبيرة، ناتشو.. مشروع جوكر للفريق، دانيلو تحمل الضغط الهائل ومازال يصارع.. أنا أثق به!

• وماذا عن خاميس يا أبتِ؟؟ لقد أبكانا بلقطة تبديله!

– هذا ربما التحدي الأكبر بالنسبة لي يا بني، هو محاولة إقناع الفتى الكولومبي بالبقاء.. لكن لا أعلم ما سيحدث.
دعني أخبرك عن النصف الثاني من الحكاية.. إنها “الواقعية”.
وتعني إدارة كل مباراة كما تحتاج، فما الحاجة للفسلفة الزائدة والتكتيك أمام فرق متواضعة في الدوري؟ أما عندما يتعلق الأمر بمباريات الأبطال والمباريات الهامة الأخرى فسأدع النتائج تخبرك البقية.

• (يجيب وقد غُسلت عيناه بدموع الفخر):
لن يكررك الزمن يا زيزو.. يا أبي العظيم!

– دعك من هذا كله.. فالتحديات الآن أكبر من أي إنجاز،
خسارة النهائي ستعلن الحرب ضدي! وتذكر جيداً “الوصول للقمة صعب لكن البقاء في الأعلى أصعب”.

انتهى الحوار الذي كان من وحي الخيال.