حقق نادي ريال مدريد الاسباني فوزاً عريضاً على غريمه اشبيلية بأربعة أهداف مقابل هدفٍ واحد في المباراة التي انتهت منذ ساعات ضمن منافسات الجولة ٣٧ من الدوري الاسباني ليقترب بهذه النتيجة خطوةً إضافية في طريقه نحو لقب الليغا الذي لم يفز به منذ موسم ٢٠١١-٢٠١٢ حين كان مورينيو مدرباً للفريق.
صحيحٌ أننا اعتدنا على مشاهدة زيدان يدفع بتشكيلات مختلفة في مباريات فريقه، إلا أن هذه المرة كانت مختلفة جداً عن سابقاتها، ففي حين كان الفرنسي يقوم بإراحة نجمه رونالدو وجدناه اليوم ضمن التشكيلة الأساسية للفريق رفقة كل من خاميس رودريغيز و موراتا في الخط الامامي و من خلفهم أسينسيو و كروس و كوفاسيتش أما في الدفاع فكان راموس و فاران قلباه و شغل كل من دانييلو و ناتشو مركزا الظهيرين.
و إليكم هنا أهم المشاهدات من لقاء اليوم :
- رونالدو الحاسم : مرّة أخرى يثبت كريستيانو أن العمر مجرد رقم في حساباته، ثنائية جديدة اليوم بعد ثلاثية أمام أتليتيكو و خماسية أمام البايرن في دوري الأبطال هي النهاية المثالية التي يطمح لها ابن ماديرا على الصعيد الفردي أو ريال مدريد على الصعيد الجماعي لترتفع الأصوات من جديد مطالبةً بمنحه الكرة الذهبية الخامسة، و السر في هذا يعود إلى حنكة زيدان المدرب الذي استعمل هيبته و احترام الجميع له في إقناع الدون بحاجته للراحة وهو بهذا العمر و هذا ما كان، و النتيجة هي التألق الغير الاعتيادي الذي نراه اليوم من لاعبٍ على مشارف عامه الثالث و الثلاثون.
- كروس ٩٩٪ : هذه هي نسبة التمريرات الصحيحة للألماني اليوم، من أصل ٦٩ تمريرة واحدة فقط كانت خاطئة، أي عين و دماغٍ و قدمٍ تملك يا توني؟ أضف على ذلك تمريرةٌ حاسمة أتى منها الهدف الثاني، و توج أداءه المميز بالهدف الرابع لفريقه، بماذا كان يفكر غوارديولا حين باع الألماني؟ ربما، و أقول ربما كانت حاله من حال خاميس، وهذا يقودنا إلى النقطة التالية.
- الوداع يا خاميس : في تمام الدقيقة الواحدة و الستين، أصدر زيزو أمراً بتبديل الكولومبي خاميس رودريغز و إشراك لوكاس فاسكيز مكانه، حالما رفع الحكم الرابع لوحة الأرقام و رأى خاميس الرقم ١٠، احمرَّ وجهه و أدمعت عيناه، رفع يديه لكي يحيّي جماهير البيرنابيو التي وقفت جميعها تصفق في لقطة مثيرة للعواطف شكرت فيها لاعبها المحبوب و لسان حالها يقول :”الذنب ليس ذنبك يا خاميس، ولا هو ذنب زيدان ولا حتى الإدارة، إنه القدر الذي جعل من مركزك غير موجوداً في خطة فريقنا منذ قدومك، أنت مميز يا رودريغيز، عسى أن توّفق في نادٍ يستفاد منك كما يجب”.
- نافاس : لا أفهم بالضبط ما الذي يدور في رأس إدارة ريال مدريد إن كانت فعلاً تفكر مرّة أخرى بالتعاقد مع دي خيا و برقمٍ فلكي، فهل كان دي خيا ليؤدي اليوم أروع مما أدى نافاس؟ ما الحكمة من هذا يا بيريز؟ عمّاذا تبحث؟ هل حقاً حارس الشياطين الحمر سيكون شيطان حراسةً أكثر مما كان عليه نافاس هذا الموسم؟ ثم ماذا لو أخطأ؟ هل من حارسٍ لم يخطىء؟ أعد النظر يا بيريز، ربما من الاولى تعزيز الفريق على مستوى احتياطي الدفاع مثلاً، أو ببديلٍ للاعبك الزجاجي بيل؟
إذاً خطوةٌ و نصف متبقية على تحقيق اللقب الذي باتت تفضله جماهير الميرينغي عن دوري أبطال أوروبا نفسه، فهل بات الأمر محسوماً؟ أم أن سيلتافيغو و مالاجا يسعيان لتقديم هديةٍ للكتلان هم اشد ما يكونوا بحاجةٍ لها؟ هذا ما سنعرفه في الأسابيع القليلة القادمة.