نجح أمس نادي يوفنتوس الإيطالي في التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن تغلب مرةً أخرى على نادي موناكو و هذه المرة في إياب نصف النهائي بهدفين لهدفٍ واحد، ليلاقي ريال مدريد في النهائي الحلم الذي سيجمع الفريقين في مدينة كارديف الويلزية في الثالث من حزيران\يونيو المقبل، و فيما يلي بعض المشاهدات من المباراة :
-لا يمكنك مفاجأة خصم بحجم اليوفي دون أن تغير في شكل الفريق ، و جارديم لم يغير الشيء الكثير عن مباراة الذهاب سوى بالدفع بموتينيو على حساب فابينيو، أي أنه لم يجبر اليغري على تغيير تكتيكه الدفاعي، ولم يحاول مفاجأته بتغيير مراكز ثلاثي الهجوم لمفاجأة ثلاثي الدفاع الإيطالي فشاهدنا سيناريو مكرر لمباراة الذهاب بتواجد بارزالي و الفيش في مواجهة مبابي و فالكاو بقي وحيداً بين بونوتشي و كيليني. كان على جارديم تغير شيء، أي شيء، في شكل الفريق هجومياً في مواجهة فريق يمتلك دفاعاً ليس من السهولة ان تخترقه .
-عيب وحيد للبيانكونيري هذا الموسم يتمثل بفقدان التركيز في لحظات هامة تسبب خلل في المنظومة التي يضعها أليغري، وهذا ما اعترف به لاعبوا الفريق بعد انتهاء المباراة، وفي هذه اللحظات كان موناكو قادراً على التسجيل. هذه الملاحظة تكررت كثيراً خلال هذه الموسم و سببت ضرراً لليوفي وبالتالي على أليغري الذي يعلم جيداً ان النهائي مباراة من ٩٠ دقيقة ولا توجد مباراة أخرى لإصلاح ما قد يجب إصلاحه.
– على المقلب الآخر فإن جارديم قدم هذا الموسم فريقاً هجوميا رائعا مكوناً من مجموعة من المواهب الشابة، وهذا العمل يحسب للمدرب البرتغالي الذي يمتلك فلسفة كروية ترشحه ليقود أحد كبار الأندية الأوروبية، برشلونة ربما؟
-لا نستطيع تجاهل الدور الكبير الذي لعبه داني الفيش في مواجهتي موناكو ذهاباً و اياباً، كان تواجده قريبا من من مناطق صناعة اللعب أحد أهم الأسباب التي صنعت الفارق و خلقت زيادة عددية في كل مرة امتلك فيها اليوفي الكرة في الحالة الهجومية و جودة النجم البرازيلي و خبرته في هذا النوع من المباريات دائما ما ترجح الكفة للفريق الذي يلعب له.
– عندما استلم الميستر مهمة قيادة السيدة العجوز خلفاً لكونتي استهجن البعض من جماهير الفريق هذا القرار، ولكن في كل موسم يثبت هذا المدرب أنه من الأفضل في العالم في قدرته على قراءة المباريات وتعطيل مفاتيح خصمه دون ان ننسى ان يهتم بجميع التفاصيل، واللقطة التي شاهدناها في آخر دقائق المباراة عندما ذهب إلى ساندرو و طالبه بالهدوء قبل تنفيذ رمية تماس تعطينا فكرة واضحة عن كمية التفاصيل التي يهتم بها هذا المدرب الكبير الذي نجح في ما فشل فيه كونتي و هو الوصول إلى نهائي اوروبا مرتين في اخر ثلاث مواسم.
إذاً، إنه بوفون ضد رونالدو، زيدان ضد أليغري، ايسكو و مودريتش و توني كروس ضد ماركيزيو و بونوتشي و كيليني، تعداد الأسماء وحدها كفيلٌ بجعل أي متابع لكرة القدم يعد الأيام لهذا اللقاء التاريخي لنكشف عن هوية الفائز، و إن غداً لناظره قريب !