اسبانيا

عوامل تجعل من صفقة ريال مدريد ومبابي رهاناً خاسراً

شاب صغير في السن لديه طموحٌ لكي يصبح يوماً ما أحد أفضل مهاجمي العالم، سحر المتابعين بسرعته وخفّة حركته حتى أنسبه ‏الجميع إلى الغزال الفرنسي تيري هنري الذي لعب لنفس النادي سابقاً، لكن ما يميز مبابي هو دقّة ترجمته للفرص وتحقيق ‏الأهداف بطرق مختلفة ليعطيك شيئاً من رونالدو الظاهرة البرازيلية في إصراره على التسجيل.‏

كيليان مبابي ذلك الشاب صاحب الثماني عشر ربيعاً بدأ طريقه من بوابة موناكو الفرنسي، وفي ثاني مواسمه مع فريق الإمارة قدّم نفسه ‏أحد أفضل المواهب المنتظرة في عالم المستديرة وسيكون له شأن كبير في المستقبل لا يقل عن مهاجمين كبار مرّوا بتاريخ الجلد ‏المدوّر، فهو بأرقامه المحلّية والأوروبية وبعمره الصغير جعل من نفسه مطمعاً كبيراً لإدارات  الأندية الكبرى والتي تطمح لتدعيم خطّها ‏الهجومي بموهبة فرنسا القادمة.‏

ونظراً للمستوى القوي الذي أظهره مبابي في ذهاب دور النصف النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام أقوى وأكثر الدفاعات خبرة ‏في أوروبا و المتمثلة بنادي يوفنتوس، سارعت التقارير الصحفية من إسبانيا بتناقل خبر اهتمام ريال مدريد بخدمات النجم الفرنسي مقابل أي مبلغ ضخم حتى لو ‏وصلت قيمته إلى ١٠٠ مليون يورو.‏

رغبة الريال بالتعاقد مع مهاجم موناكو أصبحت أمراً اعتيادياً لدى إدارة النادي الملكي فعند توافر الموهبة في أي مكان تسقط أمامها ‏الأرقام والغاية الكبرى هي الحصول عليها، وبعد تصريح بنزيما برغبته مغادرة السنتياغو برنابيو مطلع الموسم القادم يرى العديد من ‏العشّاق أن تعويضه بمواطنه الشاب هو أفضل حل لهجوم الملكي، لكن هل فعلاً صفقة مبابي ستكون موفقة لزيدان و فريقه؟

شخصياً اراها ‏غير ذلك تماماً، فمن ناحية نرى أن مبلغ ١٠٠ مليون يورو مقابل لاعب شاب لم يتجاوز العشرين من عمره فهو بحد ذاته يضعك أمام تساؤلات كثيرة وعديدة و يثير الشكوك خصوصاً بعد النظر إلى بعض التجارب المشابه، كتجربة “غاريث بيل” الذي لم يعطي الريال أكثر من الرقم الذي دُفع لأجله.‏
ومن ناحية ثانية فعندما تدفع مثل هذه المبالغ سيوضع اللاعب حكماً تحت ضغطٍ كبير و ستتسلط أقلام الصحافة التي لا ترحم لتبحث عن مدى فاعليته ‏الإيجابية للفريق، وأكبر مثال على ذلك صفقة الفرنسي الآخر بول بوغبا من يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد الصيف الماضي وكيف ‏أصبح بوغبا مادةً دسمة لعناوين الصحف الإنجليزية والعالمية.‏

موراتا مجدداً على الدكة
لو فرضنا جدلاً أن بنزيما سيخرج نهاية هذا الموسم هذا يعني أن الفرصة أصبحت متاحة بشكلٍ أكبر للمهاجم الإسباني ألفارو ‏موراتا الذي يقدّم مستوى طيّب مع الريال بالرغم من أنه بديل، أما في حالة قدوم مبابي إلى ريال مدريد و بالرقم المذكور، فهذا يعني أن بيريز وبحسب سياسته المالية سيفضّل الشاب الجديد على ‏ابن النادي موراتا وهذا سيكرر سيناريو الحرب الباردة بين زيدان ودكة البدلاء وسيجعل موراتا يفكر جدّياً من الخروج بشكل ‏نهائي.‏

تحت ظل رونالدو
‏ من تابع صفقة انتقال بنزيما إلى ريال مدريد قادماً من ليون الفرنسي يعلم تماماً موهبة اللاعب ذو الأصول الجزائرية وكيف كانت ‏الأندية تتسابق للتوقيع معه ليأتي بعدها الريال ويحسم كل شيء لصالحه، كريم بقي كريم في ناديه لكن لخدمة شخص واحد وفي ‏كنف لاعب واحد وهو رونالدو ليتخلّى الفرنسي عن مهامه التهديفية ويكتفي معظم الأوقات بالصناعة لزميله البرتغالي.‏ سيناريو بنزيما أراه يلوح في الأفق مع مبابي وبالرغم من تقدّم رونالدو في السن لكن يكفي أن يكون زميلك في الفريق حتى تقدم ‏كامل الولاء له وهذا قد يعطي انطباعاً سلبياً عن النجم الفرنسي الصاعد.‏

الكلام كثير و الصبر قد نفذ ويبدو أن الشارع المدريدي ما عاد يريد الانتظار ويرغب بضم الموهبة الفرنسية القادمة بأي ثمن، لكن يجب أن نبحث جيداً بالأسباب قبل ‏أن جلب أي لاعب وفي أي ظرف ومبلغ، و قبل ذلك كله، يجب دراسة النتائج التي قد تترتب على هذا الانضمام و التي قد لا تسر زيدان و لاعبيه.