ليس هناك أعظم من أن تشارك بنجاحات فريقك في أقوى البطولات العالمية و أكثرها مجداً وأن تكون بطلاً في اللحظات الحاسمة، فكيف لو كان عمرك قد تجاوز الثلاثين وانتقدك كثيرون بأن مستواك قد هبط، وكان سبباً وراء خروجك من النادي الذي قدّمت له كل ما هو ممكن في كرة القدم؟.
لم تكن تدرك إدارة برشلونة في بداية الأمر فعلتها في التفريط بالظهير البرازيلي داني ألفيش لصالح يوفنتوس الإيطالي، بل اكتفت بالحسرة وهي تتابع ما يقدّمه في أول مواسمه في الكالتشيو، وكيف أعطى درساً لن ينساه ليس فقط عشّاق كرة القدم بل متابعي الرياضة بشكل عام حين تحدّى الجميع بتجربته مع السيدة العجوز بالرغم من تقدّمه في السن من خلال المستوى الطيب والأداء المتميز مع بطل إيطاليا، وأرسل رسالة شديدة اللهجة لجماهير الكامب نو مفادها الندم لما اقترفته إدارة ناديها ومدربها إنريكي.
أرقام مميزة في مراكز متعددة
من تابع مباراة يوفنتوس وموناكو أمس الأربعاء في ذهاب دور النصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا يعلم تماماً قيمة آلفيس في ناديه حالياً حيث كان وراء هدفي اللقاء، وحمل الهدف الأول ما يتمتع به داني من حس هجومي يصنع الفارق ولو بتمريرة كعب حتى كما فعلها ل هيغوايين، ليس هذا فحسب، فإن دوره لم يكن مقتصراً على الناحية الهجومية بل كان تكتيكياً بحتاً، لم لا ومدربه أليغري الذي يعشق اللاعب التكتيكي، فألفيش في لقاء موناكو كان مكانه في وسط الميدان بمهام دفاعية بدايةً وأول من ينقل الكرة في المرتدات وصاحب اللمسة ما قبل الأخيرة.
هدفين وأربع أهداف قام بصناعتهم هذه حصيلة النجم البرازيلي مع يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، أما محلياً فشارك في 17 مباراة 3 منهم ك بديل قام بتسجيل هدفين وصنع مثلهما بنسبة تمرير صحيحة تجاوزت ال 85%.
ليس آلفيس فقط
تتركز مشكلة برشلونة هذا العام في ضعف الدكّة وقلّة الأسماء المتاحة بعدما كان برشلونة مصنعاً للاعبين الشبّان، لكن أين هم حالياً؟! قضية آلفيس لم تكن الوحيد التي هزّت كيان الجمهور الكتالوني بل من يتابع الشاب جيرارد ديولوفيو كيف يتألق مع ميلان وبيدرو ردوريغيز يصنع الفرح مع البلوز تشيلسي وتياغو آلكانتارا كيف أضحى أفضل لاعبي البوندسليغا مع بايرن ميونيخ وأسماء كثيرة وعديدة خرجت من الباب الصغير تاركةً قلبها في الكامب نو كما فعل آلفيس في آخر زيارة له إلى الملعب الذي شهد تألقه إلى جانب ميسي والبقية. مشاكل نادي برشلونة مع اللاعبين في الآونة الأخيرة هي من صنع الإدارة وسياستها والسبب هو عدم اعتمادها على أبناء النادي بشكل مماثل للماضي وقلّة احترام النجوم الكبار كما كان الحال في عهد جوارديولا، فوجهت كامل تركيزها إلى الصفقات الكبيرة والضخمة التي جعلتها تتردد في تجديد الكثير من عقود اللاعبين منهم آلفيس و معظمها كانت صفقاتٍ مشكوك بشكل كبير أنها كانت تستحق كل هذه التضحيات المادية و المعنوية.
برشلونة الآن مقبلٍ على عهد جديد مع مدربٍ جديد، فهل سيصحح الكتلان أخطاء الماضي و يفتحوا صفحة جديدة مليئة بالانجازات؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام..