ايطاليا دوري أبطال أوروبا

وجهة نظر : هل انتهى موسم برشلونة ؟

أنهى اليوفنتوس يوم أمس حلم برشلونة الجميل بتكرار العودة التاريخية أمام باريس سان جرمان بعد تعادل الفريقين سلبياً و خسارة النادي الكتلوني في الذهاب بثلاثية نظيفة، هي المرة الثانية التي يفشل فيها ميسي و رفاقه بتسجيل أي هدف في المراحل المتقدمة من دوري الأبطال، فالمرة الأولى كانت أمام بايرن ميونخ موسم ٢٠١٢-٢٠١٣ حيث خسر أمام الاخير بسباعية نظيفة في مجموع المباراتين.

أداء رائع و مستوى جميل قدمه أبناء كتالونيا هذه المرة أجبر الجميع على رفع القبعة احتراماً للروح القتالية العالية التي أظهروها في المباراة لكنها لم تكن تكفي للتأهل، و ذلك يعود برأيي بشكل رئيسي إلى أن الأمور كانت قد حسمت في تورينو، خاصةً أن اختراق حصون السيدة العجوز كان أقرب إلى المستحيل عبر البطولة كلها حيث تلقى حارسها الأمين بوفون محاطاً بكيليني و بونوتشي هدفين فقط من عشر مبارياتٍ، و مع أن برشلونة استطاع اجبار أليغري على اقحام مدافع آخر هو بازارلي في الربع ساعة الأخيرة من المباراة إلا أن اليوفي قال كلمته في النهاية.

انريكي أخطأ حين لم يعيد حساباته بعد العودة أمام باريس حين كان من المفترض استغلال الحالة النفسية العالية التي يمر بها الفريق للبناء عليها و تخطي المشاكل الفنية و التكتيكية لكن ما حدث هو العكس فشاهدنا برشلونة يعاني في الدوري و أعاد تكرار أخطاءه في تورينو و هذه المرة اليوفي لم يكن كباريس سان جرمان، فلاحظنا أمس أن الفعالية كانت غائبة بسبب حسن تمركز مدافعي الفريق الضيف فلم يستطع الكتلان تسديد سوى كرةٍ واحدة بين الخشبات الثلاث و شاهدنا لقطات عدة توضح غياب التركيز عن اللاعبين.

لكن و مع هذا كله، علينا أن نتذكر أن برشلونة و في أسوأ مواسمه مازال ينافس على بطولتي الدوري المحلي و كأس اسبانيا و الأخيرة هي أقرب إليه من منافسيه، و المباراة المقبلة أمام الخصم الأزلي ريال مدريد ستكون بيضة القبان في سباق الليغا من حيث النقاط الثلاث و الأثر المعنوي الذي ستخلفه.

اليوم و أكثر من أي وقتٍ مضى يجب على إدارة برشلونة إخراج النادي من النفق المظلم الذي مازال في بدايته عن طرق بعث روحٍ جديدة و فكر جديد بعيد عن التيكي تاكا خصوصاً أن النادي يملك ثلاثي الهجوم الأقوى في العالم و الذي يستطيع التسجيل من أنصاف الفرص، و ربما حان الوقت لتجربة مدربٍ بفكر إيطالي كأليغري أو كونتي عله يصلح الضعف في دفاع و وسط برشلونة و يضعه على الطريق الصحيح لاستعادة أمجاده.