معركة تكتيكية شهدناها بالأمس بين اليوفي و برشلونة انتهت بتفوق اليغري تكتيكياً بمساعدة بوفون على انريكي.
دخل برشلونة اللقاء بخطة 3-4-3 مع تواجد ماثيو الذي اشركه المدرب الكتالوني رغم الأداء المتواضع الذي قدمه امام ملقا عوضاً عن الدفع بيوردي ألبا مكانه او اشراكه امام ماتيو في خط الوسط للتناوب على المهام الدفاعية فبالنظر إلى الجبهة اليسرى نرى انيستا الذي لا يستطيع ان يقوم بمهام دفاعية طوال 90 دقيقة، و جاء الهدف الأول تحديداً عندما وجد المدافع الفرنسي نفسه وحيدا في مواجهة كواردادو الذي مرر بكل اريحية إلى ديبالا الذي استلم الكرة و دار على نفسه و سدد بدون اي تدخل او رقابة .
و هذا يقودنا إلى النقطة الأهم و الأضعف في تشكيلة انريكي و هي “خط الوسط” الذي كان تائهاً في كل مرة تكون الكرة بين اقدام لاعبي اليوفي حيث ان المساحة الفاصلة ما بين خط الدفاع و الوسط دائماً كانت فارغة و استغلها لاعبي أليغري بالشكل الأمثل و نجحوا في خطف الهدف الثاني في لقطة تكررت كثيراً خلال الشوطين . يبدو ان انريكي لم يتعلم شيئاً من درس باريس سانت جيرمان و ظن ان خطة 3-4-3 التي نجحت في صنع الريمونتادا قادرة على النجاح في كل مرة ، قكان من الأفضل مع غياب ركيزة تلك الخطة بوسكيتس ان يلعب ب 4-3-3 كالتي يلعبها أمام اتليتكو مدريد دون فلسفة زائدة، رباعي دفاعي مع تواجد ماسكيرانو في الارتكاز و اللعب على قدرات ال MSN وان لم تستطع التسجيل على الأقل لن يسجل ثلاثة اهداف في مرماك .
على الطرف الآخر قام الميستر أليغري باللعب على الخطة التي تخرج افضل ما في لاعبيه، لم يقم بأي فلسفة لأنه يواجه برشلونة بل لعب على نقاط قوته وهي الدفاع و ترك باقي التفاصيل لسرعة لاعبيه و استغلال أخطاء المنافس بالتركيز على نقاط ضعف برشلونة و هي الدفاع، لذلك لم نشاهد ضغطاً عالياً طوال اطوار المباراة، بل على العكس كان يقوم بذلك في اللحظة التي يراها مناسبة . ما اعجبني ايضاً من أليغري هو توزيع لاعبيه بالشكل الأمثل عند الحالة الدفاعية حيث كانت الرقابة واحد ل واحد ما عدا ثلاثي ال MSN كنا نرى ضغط بلاعبين او اكثر لمعرفته ان هذا الثلاثي يقوم بصنع الفارق لذلك قام بالتركيز عليه و إغلاق المساحات في وجهه .
يؤخذ على المدرب الايطالي تبديلاته و تراجعه في آخر اطوار المباراة حيث لا يمكنك اخراج مثلث الخطر الهجومي بأكمله أمام فريق مثل برشلونة لأنه قادر على معاقبتك في اللحظة التي تعطيه مؤشرات بأنك ستدافع و هذا ما حصل تماماً في ليلة الريمونتادا ، مؤشرات كتلك التي اعطاها أليغري في اخر لحظات المباراة تبقي نتيجة المباراة مفتوحة و خاصة إن قرر الميستر الدفاع فقط في الكامب نو عندها لن يرحم البرسا فريق السيدة العجوز في جحيم الكامب نو .