قبل إقامة بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، سنروي قصص وحكايات كأس العالم من بداياته وحتى يومنا هذا.
ظهرت هذه المسابقة للعالم عام 1863 في إنجلترا وظلت تتطور من حيث القوانين ومن حيث الشكل، حتى أصبحت أكبر نشاط ومسابقة وحدث عالمي من حيث الالتفاف حوله مهما اختلفت اللغة والدين والعرق.
ولكي نعيش شغف المونديال المقبل سنعود بالماضي لنروي قصة كأس العالم منذ بدايته.
البدايات
كانت البداية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث انتشرت اللعبة مع التجار البريطانيين الذين جابوا الدنيا مع عمالهم إلى كافة بلاد العالم، حيث كانوا يمارسون اللعبة في الموانئ وفي الشوارع، وبدأت اللعبة بالانتشار، وبدأ معها إنشاء الاِّتحادات والأندية والمنتخبات.
صعود وانتشار اللعبة بشكل واسع أدى للحاجة إلى تنظيمها، فانبرى لهذا الموضوع الفرنسيين، الذين كان لهم الفضل الأكبر في تنظيم شؤون اللعبة بأفكارهم المبتكرة، مما أدى إلى إنشاء الاتحادات والمسابقات القارية والعالمية، فقد تم أول اجتماع لمناقشة الفكرة في باريس يوم 21 مايو 1901، أي منذ 116 عامًا، واستمرت الاجتماعات على مدى ثلاثة أعوام حتى تم الإعلان رسميًا عن تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، عام 1904 بقيادة الفرنسي روبيرت جورين.
بعد تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم كانت مهمته الأولى جعل كرة القدم لعبة رسمية في الأولمبياد، أو إيجاد كيان يجمع كل من يمارس اللعبة عبر مختلف قارات العالم. وفي عام 1914 توصل الاتحاد الدولي لكرة القدم مع اللجنة الأولمبية الدولية لاتفاق يقتضي بجعل كرة القدم لعبة رسمية ليكون أولمبياد 1920 الذي أقيم في مدينة أنتويرب البلجيكية أول أولمبياد تقام فيه مسابقة رسمية لكرة القدم لكنه لم يطلق على هذه المسابقة اسم كأس العالم بل كانت أحد الألعاب الأولمبية في الأولمبياد، وتمت المسابقة بمشاركة 14 منتخبًا، منهم 13 منتخبا أوروبيًا ومنتخب مصر فقط من خارج أوروبا. وقد حقق المنتخب البلجيكي أول ميدالية ذهبية في التاريخ الأولمبي لكرة القدم، بالتفوق على منتخب إسبانيا.
ومع تولي الفرنسي جول ريميه رئاسة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عام 1919، قام بتنظيم كرة القدم في فرنسا فلوحظ نبوغه وتصدر المشهد، ثم تم اختياره في عام 1921 لرئاسة الاِّتحاد الدولي لكرة القدم، وكان أكثر ما شغل بال ريميه هو أن يجمع أقوى منتخبات العالم في مسابقة خاصة بكرة القدم. وبعد توليه رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم جاء الأولمبياد في مسقط رأسه بباريس ليزيده خبرة وإصراراً. حيث شارك مع اللجنة الأولمبية في تنظيم مسابقة كرة القدم عام 1924 وأقيمت المباريات بتنظيم رائع، وقد تأهل عن التصفيات 16 منتخبًا من ضمنهم مصر من أفريقيا و13 منتخبا من أوروبا ومنتخب أوروجواي من أمريكا الجنوبية ومنتخب الولايات المتحدة من أمريكا الشمالية، وشهدت الدورة تنافسًا هائلًا وحققت أوروجواي الميدالية الذهبية بقيادة المدير الفني العظيم وقتها إرنيستو فيجولي، رفقة لاعبين رائعين هيمنوا على العالم في تلك الحقبة مع النجم الأفضل وقتها بيدرو بيتروني وبيدرو تشيا. وسجلت مصر هدفاً وحيداً في أولمبياد 1924 عن طريق النجم حسين حجازي.
مع التنظيم الرائع للعبة في أولمبياد 1924 ازدادت ثقة ريميه بنفسه وبدأ يقنع دول العالم بالمشاركة في بطولة تسمى بكأس العالم .. لتتحول أحداث قصتنا إلى منحى آخر.