ألمانيا

وجهة نظر : الجندي المجهول في المنتخب الألماني

عندما تدور تمتع و تقنع، و تطحن الخصوم مهما كبرت اسمائهم او علا شأنهم، نتحدث بكل تأكيد عن منتخب ألمانيا الوطني صاحب الأربعة كؤوس ذهبية والذي ندر أن شارك ببطولة و لم يكن أحد أبرز المنافسين للظفر بلقبها.

فلو نظرنا الى سجل المانشافت في آخر 12 عام لوجدنا أنه ثالث بطولة القارات 2005 و ثالث المونديال الذي استضافه في 2006 ووصيف يورو سويسرا و النمسا في 2008 وثالث مونديال افريقيا 2010 وبطل كأس العالم في مونديال ارض السحرة و شواطئ كوباكابانا، وليس اليوم بمختلف، فهاهي الماكينات الألمانية تطل علينا في بطولة كأس القارات المقامة في روسيا بتشكيلة جلها من الشباب اليافعين بقيادة الساحر جوليان دراكسلر، و الذين نجحوا بتحقيق النقاط الثلاث في مواجهتم الاولى أمام المنتخب الاسترالي بطل آسيا.

ما يميز المنتخب الألماني أنه يظهر كل 4 سنوات بدماء جديدة و لاعبين جدد، وهذا ما يحسب ليواكيم لوف الذي نراه لا يكل ولا يمل وهو يتنقل بين ملاعب البوندسليجا ليشاهد مباريات أنديتها باحثاً عن اسماءٍ تفيد فريقه الوطني و مواهب من شأنها ان تحافظ على بريق و قوة الماكينات، و يمتلك يواكيم الشجاعة دائما ليعطي الفرصة للاعبين الشباب ويمنحهم الثقة بإمكانياتهم،  ونذكر تماماً أثناء تحضيرات مونديال 2010 حين هبط متوسط أعمار لاعبي الفريق الى 24 عام و لأول مرة بتاريخ الناسيونالي مانشافت و هذا ما أسال حينها الكثير من الحبر في اروقة الصحافة الالمانية دون ان ننسى موضوع الاصابات التي ألمت بلاعبي ألمانيا فجاءت إصابة القائد بالاك و الحارس ادلر قبل اشهر قليلة من انطلاقة المونديال مما اضطر بلوف ان يضع ثقته بالشبان امثال اوزيل و خضيرة و كروس و نوير الذين كانوا أهلاً لتلك الثقة وقدموا مستوياتٍ رائعة فتألق اوزيل كصانع العاب يداعب الكرة و كأنها آلة موسيقية و ظهرت موهبة خضيرة كواحد من أهم لاعبي الارتكاز وهو المركز الذي بات أحد اهم ركائز خطط كرة القدم الحديثة، وتألق مانويل نوير وكان خير خلف للعملاق ادلر.

بالإضافة إلى ذلك، لم تغب لمسة لوف التكتيكية الرائعة حيث أثبت أنه أحد عباقرة التدريب عندما حطم بشبانه المتعطشين للمجد منتخبات مدججة بالنجوم كإنكلترا والارجنتين وبنتائج كبيرة، واستمر بذلك في مونديال البرازيل التي جرحها عميقاً  في المباراة التي جمعت بين فريقه و أصحاب الأرض قبل جولة واحدة من نهاية المشوار في موقعة بيلوو هوريزونتي الشهيرة التي باتت (فضيحة) بعد نهاية اللقاء و بكل تأكيد توج شبان لوف ثمان سنوات من العطاء باغلى الالقاب بعد هزيمة راقصي التانغو في نهائي ريو الكبير.