اسبانيا

رأي : يُضحك و يُبكي !

قد لا يختلف اثنان على أحقية كريستانو رونالدو بالكرة الذهبية الخامسة له في مسيرته والرابعة مع ريال مدريد ليعادل الرقم المسجل بإسم غريمه التقليدي ليونيل ميسي بعدما ساهم بشكل كبير بتتويج نادي ريال مدريد بلقبي الدوري الاسباني ودوري أبطال أوروبا، وهو الأمر الذي انعكس على جماهير البرنابيو حيث تحولت صافرات الاستهجان في بداية الموسم إلى حناجر مملوءة بالحب للنجم البرتغالي في نهاية المطاف.

رونالدو لم يترك على مدار 8 سنوات أي رقم داخل أروقة المرينغي إلا وقام بتحطيمه وأصبح بالنسبة للكثيرة في منزلة دي ستيفانو وسنتياغو بيرنابيوكما وصفه بيريز البارحة في مقابلته ، ولكن مما لاشك فيه أنه هذه المشاعر تحولت بسرعة كبيرة بعد تفجيرالصحيفة البرتغالية قبل أيام خبر رغبة الدون مغادرة  البيت الملكي الصيف الجاري لتتوالى بعدها مقالات الصحف المقربة من الريال (ماركا-الآس) مؤكدة هذا النبأ، بل إن بعضها ذهب ليتحدث عمن سيكون خليفة البرتغالي لقيادة دفة هجوم الفريق الموسم القادم،  أخبارٌ لم يقم رونالدو بنفيها أو تأكيدها لتزيد معها حيرة و توتر الجماهير العاشقة له.

الغير مفهوم بالضبط سبب غضب كريس وموقف الصمت الرهيب الذي اتخذه، فالبعض يقول أنه غاضب بسبب قضية التهرب الضريبي وعدم دفاع النادي عنه كما يفعل برشلونة مع نجمه الأول ليونيل ميسي، والبعض الآخر يقول أن ما يفعله رونالدو ما هو إلا محاولة ممارسة الضغط على إدارة النادي لزيادة راتبه في العقد الجديد بالإضافة إلى ودفع الضرائب المترتبة عليه والمقدرة ب 14.5 مليون يورو.

البارحة ظهر فلورنتينو بيريز لتوضيح الأمور حول قضية الاعب المحبوب فتحدث بكل إيجابية عنه، ووصفه بأنه جزء من تاريخ ريال مدريد والجميع في مدريد لا يريد مغادرته وأن سبب غضبه الأساسي هو طريقة تعامل الإعلام معه والحكم عليه بالإدانة حتى قبل التأكد من وجود تهرب ضريبي من عدمه، و هي تصريحات غاية في الدهاء والمكر من الرئيس حيث وضع الكرة بشكل مباشر في ملعب ابن ماديرا والذي أصبح بدوره مطالبا بأقصى سرعة أن يترجم هذه الإيجابية في التعامل من قبل الإدارة لواقع يؤكد فيه شخصياً بقاءه بشكل رسمي ضمن صفوف الفريق على الأقل حتى نهاية عقده.

رقم ٧ يدرك تماما أنه لن يحقق 3 بطولات أوربية خلال 4 سنوات فقط إلا في ريال مدريد، وأن الكرة الذهبية الخامسة في طريقها اليها ومن يدري قد تكون السادسة الموسم المقبل اذا بقي ضمن صفوف اللوس بلانكوس، ولا أعتقد أن رونالدو الشغوف بالالقاب الفردية سيترك كل شي وينتقل لنادي أخر خصوصاً أن إدارة الريال فعلت كل ما ينبغي فعله لاظهار دعمها المستمر للدون والدور الآن صار على اللاعب لاظهار ولاءه للنادي الملكي. المشكلة الوحيدة المتبقية لدى جمهور العاصمة الاسبانية لم تعد في فقدان رونالدو من عدمها، وإنما في الطريقة التي يتعامل بها نجمهم المحبوب مع القضية حيث أنه يبدو مستمتعاً بصمته وهو الذي ابكى جماهير الريال في نهائي كارديف من الفرح و يبكيهم الآن بتصرفاته الغير مسؤولة.