فرنسا انكلترا

وجهة نظر : كرة القدم لا تلعب بالأقدام فقط.

بعد انتهاء مباراة البطولة في كارديف عاد زيدان إلى الضوء من جديد، و لكن هذه المرة كمدرب لا كلاعب، كيف لا وهو أول من يحقق دوري الأبطال مرتين متتاليتين خلال سنة ونصف من التدريب فقط، وبعد أن استلم فريقاً منهاراً مع أسوأ نسخة من رونالدو، ليقوم بعدها بجعل الفريق سيداً لأوروبا ومن رونالدو المرشح الأقرب للكرة الذهبية.

لكن قبل التحدث عن انجاز زيزو لابد أن نذكر هنا بأنه يوجد نوعان من المدربين، أحدهما يعتمد على التكتيك و يفتقد الشخصية والمرونة بغرفة الملابس كبينتيز، والآخر يعتمد على إدارة غرفة الملابس والفريق كبنية واحدة كأنشيلوتي، وهذا لا يعني أن النوع الثاني لا يقرأ المباريات بالطبع. إلى الآن قليلون فقط من استطاعوا أن يجمعوا ما بين الأمرين على  نحو شبه تام.

لنعد معا قليلا بالذاكرة إلى فرنسا 2006 وبالتحديد المباراة التي جمعتها مع البرازيل، تسعون دقيقة تثبت لك قيمة زيدان ليس كلاعب مهاري، وإنما كقائد قادر على أن يبعث الروح في المنتخب ويقوده للنهائي، وسقوط فرنسا عامي 2002 و 2010 بغياب زيدان يؤكدان ما سبق، تلك الشخصية القيادية كان لابد لوقوفها على الخط أن يقود فريقها السابق نحو الأمجاد.

لا زال الكثيرون يتحدثون عن زيدان بوصفه حليفاً للتوفيق، أو أنه يمتلك لاعبين قادرين على تحقيق البطولات بقدراتهم، وهذا غير صحيح ومخالف لما شاهدناه بالأمس القريب، فالتوفيق لا يستطيع تحقيق البطولات، وجميع المدربين ذوي الانجازات لم يصنعوها لوحدهم، بل كانوا يملكون تشكيلة مميزة من اللاعبين سمحت لهم بتطبيق خططهم بالشكل الأمثل.

لطالما كان الجمال في البساطة , فالجوكندا بتلك البساطة المعقدة هي أجمل اللوحات، وها هو زين الدين زيدان يرسم الجوكندا مع الريال بذات الأسلوب وبتلك البساطة، ويثبت أن الكرة لا تلعب بالأقدام فقط، وإنما بالعقل والروح وكأنها حرب حقيقة إما أن تموت أو تصيب المنافس في مقتل دون رحمة، وهذا ما زرعه ابن الصحراء خلال سنة ونصف وما نراه اليوم ليس إلا الحصاد المستحق.