ايطاليا

سأذهب إلى روما حافياً كي أعود ب توتي (٢)

لا يوجد أبلغ من الجملة التي قالها أعظم مدربي كرة القدم السير أليكس فيرغسون بحق أسطورة روما فرانشيسكو توتي لتكون عنواناً لسلسلتنا هذه التي سنطلقها على أجزاءٍ ثلاث نحكي فيها حكاية النجم الإيطالي المحبوب الذي ودع الملاعب الإيطالية منذ يومين فقط، و اليوم نتابع مع الجزء الثاني :
محبوب الجماهير بعد موسم استثنائي
جاء فابيو كابيلو واستلم زمام الأمور في روما وكان ذلك موسم 2000-01 وبنى خطّته على قائد الكتيبة توتي وقام بنقل مركزه ‏كجناح أيسر إلى صانع ألعاب لاستغلال قدراته المهارية، سجّل توتي في هذا الموسم 13 هدفاً وساهم بشكل كبير في إحراز روما ‏لقب الدوري الإيطالي للمرة الثالثة بتاريخ النادي والأولى والتاريخيه له مع الجيلاروسي، وسجّل هدفاً في نهائي كأس السوبر ‏الإيطالي أمام فيورينتينا في المباراة التي انتهت 3-0 لفريق العاصمة، نجاحات توتي لم تتوقف بل وصلت إلى الألقاب الشخصية ‏ليحصد جائزة أفضل لاعب في إيطاليا بين عامي 2000 و2001، ويحتل المركز الخامس المرشحّة لنيل الكرة الذهبية، وأضحى ‏محبوب جماهير الأولمبيكو وتواجده أساسياً في كل مباراة يعطي الطمأنينة لهم.‏

موسمه الاستثنائي والرائع ختمه ببصمته الكبيرة في وصول منتخب بلاده إلى نهائي يورو 2000 في هولندا وبلجيكا بعدما نجح في ‏تسجيل الركلة الترجحية بكل ثقة وقّوة شخصية وسحر في مباراة النصف النهائي أمام هولندا وفي مواجهة أعظم الحرّاس في تلك ‏الفترة “فان دار سار”، لكن في المباراة النهائية لم يبتسم الحظ لتوتي ورفاقه وكانت الخسارة على يد الديوك الفرنسية 2-1.‏

لاشيء ينال من شغف توتي الكروي حتى الإصابة
في المواسم التي تلت لقب الدوري شهدت تألق على الصعيد الشخصي لـ توتي مع روما شهدت وحقق ‏لقب أفضل لاعب في إيطاليا مرة ثانية عام 2003، وبدأت الأرقام التهديفية تتساقط أمام عظمة قيصر روما ليصل إلى هدفه الـ ‏‏107 في موسم 2003-04 كاسراً بذلك رقم الإيطالي بروزو مهاجم روما السابق.‏
في موسم 2005-06 تحديداً في المرحلة 26 خلال مباراة إمبولي تعرّض قائد روما لإصابة خطيرة في ساقه اليسرى في مشهد ‏أبكى الكثير من عشّاق الملك، إصابته الخطيرة تطلبت إجرائه عمل جراحي وهذا يعني غيابه عن مونديال ألمانيا 2006، لكن ‏إصرار المدرب مارتشيلو ليبي وتصريحاته عن أهمية تواجد صانع ألعابه المميز مع المنتخب في العرس الكروي العالمي أثار ‏حماس توتي ليتغلّب على إصابته واللعب مع صفائح معدنية في مشهد يعطينا أهمية كرة القدم لدى توتي حتى وإن كانت على حساب ‏مصحلته البدنية والشخصية والمهنية، والنتيجة كانت لقب عالمي رابع لإيطاليا في الملعب الأولمبي في برلين وعلى حساب فرنسا ‏بركلات الترجيح.‏

وفاء وإخلاص لنصرة كرة القدم ‏
علاقة توتي بناديه روما لم تكن علاقة عقد بين لاعب محترف وناديه، بل كانت عشق تخطّت العديد من روايات الحب وهذا ما ‏أكسبه احترام الجميع من مختلف الألوان والشعارات، فمن يرفض عقد من ريال مدريد الإسباني والأموال والمجد من أجل عيون ‏ذئاب روما يستحق تحية إجلال وإكبار لموقفه الذي فضّل كرة القدم والإخلاص لها في نادي روما.‏

مراكز متعددة وتألق لافت
أبرز ما يميّز قائد روما هي المرونة الهجومية فمن تابع مسيرته منذ بداياتها لاحظ أنه شغل مراكز المقدمة جميعها ابتداءاً من جناح ‏أيسر مع المدرب التشيكي زيمان ليتألق ويبصم على 30 هدفاً خلال موسمين.‏
كما ذكرنا مسبقاً مع كابيلو كان صانعاً للألعاب ولاعباً عصرياً في تمريراته السحرية التي كثيراً ما وضعت زملائه وجهاً لوجه أمام ‏المرمى، توظيف كابيلو له في هذا المركز حصد معه الاسكوديتو وكأس السوبر وسجّل توتي بهذا المركز 13 هدفاً.‏
في المواسم التالية تحديداً 2002-03 شغل توتي مركز مهاجم ثاني في خطّة 3-5-2 الشهيرة في إيطاليا، وكان القاسم المشترك بين ‏ثنائية الأرجنتيني باتيستوتا والشاب الصاعد أنطونيو كاسانو.‏
عام 2005-06 مع المدرب الجديد سباليتي أصبح توتي مهاجماً لكن بمهام أُخرى لا تنطبق إلا على لاعب بقيمته، حيث سيكون ‏معظم تواجده في الخلف مساهماً في بناء الهجمات مع زملائه لقدرته على صنع الفارق بتمريرة واحدة ومعطياً مساحة للأجنحة ‏المنطلقة على الأطراف.‏

 

في الجزء الثالث و الأخير سنستعرض أهم ماقيل في حق آخر قياصر روما.