أوروبا دوري أبطال أوروبا

أحداث سنتذكرها طويلاً من موسم ٢٠١٦-٢٠١٧ التاريخي

إذا كانت الذكرى الوحيدة الباقية في الأذهان من موسم ٢٠١٥-٢٠١٦ هي فوز ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز فإن موسم ٢٠١٦-٢٠١٧ كان مليئاً بالذكريات التي سيتذكرها عشاق كرة القدم طويلاً، نذكر هنا أهمها:

 

المتعة الانجليزية
قبل بداية هذا الموسم كان الجميع يترقّب البريميرليغ الإنجليزي الذي سيجمع بين عباقرة التكتيك والتدريب العالمي، وأصبحت كل مباراة في مراحله ال ٣٨ هي مناسبة للتحليل والنقاش وتحديد نقاط الضعف والقوّة لدى الأندية ومدربيها، فظهر لدينا الإيطالي أنطونيو كونتي مع تشيلسي وحطّم أرقام كبيرة في حصد النقاط بتوليفته التي حوّلت تشيلسي من فريق مهزوز إلى بطل للدوري هناك، وبفارق مريح عن أقرب ملاحقيه توتنهام الذي بدوره استكمل ما قام به في نهاية الموسم الماضي واستمرّ مع مدرّبه بوتشيتينيو بالتألق محلياً بتشكيلة من اللاعبين الشبّان أبهرت الجميع وكسبت احترام الصغير والكبير.
كما شهدنا أيضاً في هذا العام فشل بيب جوارديولا بتحقيق أي لقب مع فريقه مانشستر سيتي في ظاهرة لم نعتد عليها مع المدرّب الإٍسباني في تجاربه السابقة مع برشلونة وبايرن ميونيخ، مما دفعه للاعتراف بنفسه بصعوبة كرة القدم هناك في انكلترا، نهاية الموسم الإنجليزي كانت ببشرى سارّة بعودة الريدز ليفربول للأجواء الأوروبية، فعلى الرغم من تخّبطه أمام الفرق الصغيرة لكنه تمكّن من حجز مقعده في دوري الأبطال الموسم المقبل بقيادة الألماني كلوب.
عودة ليفربول للأبطال قابلها عدم تواجد أرسنال بنفس البطولة للموسم المقبل لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً باحتلاله المركز الخامس في جدول الترتيب، في حين كان المركز السادس من نصيب مورينيو مع مانشستر يونايتد حيث يطمح الأخير بلقب اليوروبا ليغ لكي يقطع تذكرته لخوض منافسات الأبطال العام القادم.
وأضاف اعتزال قائد البلوز جون تيري الحزن في قلوب جماهير تشيلسي بالرغم من الفوز باللقب.

الليغا بعد عناء طويل تبتسم لريال مدريد لأول مرة منذ عام ٢٠١١-٢٠١٢ وموسم خرافي لميسي
تعود الإثارة لملاعب إسبانيا من جديد و تضطر الجماهير للانتظار حتى الجولة الأخيرة لمعرفة حامل اللقب، مكررة المشهد من الموسم الماضي، ريال مدريد وبرشلونة يلعبان في نفس التوقيت والجماهير تترقب كل صغيرة وكبيرة هنا وهناك لكي تقف الكرة في الأخير مع الفريق الأفضل والأكمل هذا الموسم وأعني هنا النادي الأبيض ليحصد لقبه رقم ٣٣ تاريخياً.
واكتفى برشلونة بأداءٍ متذبذب طيلة الموسم وأرضى جماهيره بالتأهل لنهائي الكأس، في ظل تألق لافت للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي حسم معركة الحذاء الذهبي لصالحه برصيد ٣٧ هدفاً.

كسر هيمنة باريس وبزوغ شمس الإمارة مع مبابي
في فرنسا لم نرى المشهد الذي اعتدنا عليه في المواسم الأخيرة، بل ظهر بطل جديد جاء من إمارة فرنسية صغيرة مسلّحاً بتاريخه القديم الذي أعاد إحيائه مع مدربٍ برتغالي شاب استطاع  كسر احتكار باريس سان جيرمان للقب وصعد بفريقه إلى قمّة الكرة الفرنسية وأبهر الجميع أوروبياً بوصوله إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى سطوع نجم شاب جديد في مركز الهجوم ألا وهو مبابي الذي ذّكر الجميع بأساطير الهجوم القدماء.

التراجيديا في إيطاليا و ألمانيا
صحيح أن صاحبا اللقبين عُرفا باكراً في السيري آ و البوندسليجا إلا أن الجولة الأخيرة حملت الكثير من التراجيديا و الحزن باعتزال أساطير ألفتهم عيوننا في المستطيل الأخضر، فكل من “فيليب لام، تشابي ألونسو، توتي” ودعوا الملاعب مع نهاية موسم ٢٠١٦-٢٠١٧.
صحيح أنه وللمرة الخامسة يتربع بايرن ميونيخ على عرش البوندسليغا كاسراً رقماً قياسياً في عدد الفوز باللقب توالياً، لكن أبرز ما ميّز الموسم الألماني هو ظهور نادي جديد اسمه لايبزغ وهو صاعدٌ حديث لدوري الدرجة الأولى، وتمكن من احتلال المركز الثاني والتأهل لمسابقة الأبطال الموسم المقبل لأول مرّة في تاريخ النادي.
في إيطالياً رفع يوفنتوس اللقب السادس على التوالي، أما الميزة الوحيدة في الكالتشيو كانت عودة الميلان الكبير إلى الملاعب الأوروبية من بوابة اليوروباليغ.

في هولندا حسم فينورد لقب الدوري هناك لأول مرّة منذ تسعينيات القرن الماضي، وهذه المرّة تحت قيادة المدرب الشاب جيوفاني فان برونكهورست وبتألق النجم الهولندي ديريك كويت الذي أعلن اعتزاله هو الآخر بعد هذا اللقب.

بهذا الحصاد نكون قد أسدلنا الستار عن موسم خرافي شهدته الدوريات الأوروبية، و يتبقى فقط أن  نختمه بمعرفة حاملي لقب اللقبين الأغلى أوروبياً، هل هو يوفنتوس أم ريال مدريد في كارديف؟ هل مانشستر يونايتد سيكتب التاريخ و يخطف البطاقة الأخيرة لدوري أبطال أوروبا؟ أم لأياكس أمستردام رأيٌ آخر؟ هذا ما سنعرفه في الأيام القليلة القادمة قبل أن تبدأ منافسة تاريخية أخرى، اسمها هذه المرة “الميركاتو الصيفي”.