اسبانيا

قراءةٌ لمستقبل ريال مدريد مع زيدان

وضع نادي ريال مدريد أمس قدماً و نصف في نهائي دوري أبطال أوروبا حين انتصر على جاره اللدود أتليتيكو مدريد في ذهاب الدور نصف النهائي الذي أقيم على ملعب سنتياغو بيرنابيو بثلاثية نظيفة بطلها البرتغالي رونالدو.

زيدان دخل أمس بتشكيلته الأساسية لكن بتعديلٍ بسيط و هام جداً قلب شكل الفريق رأساً على عقب و ذلك حين دفع بصانع الألعاب إيسكو مكان الجناح الويلزي جاريث بيل الغائب للإصابة. هذا التغيير لم يكن فقط على مستوى الجناح، بل على مستوى تكتيك الفريق ككل فصحيحٌ أن النجم الاسباني لم يظهر بدور النجم كما كان أمام ديبورتيفو لاكورونيا، لكنه كان من مفاتيح المدرب الأساسية في المباراة حيث لم يكتفِ بدور الجناح المهاجم فحسب بل ساهم بشكل كبير في وصل خط الوسط مع الهجوم عن طريق عودته إلى وسط الميدان ليعطي كثافةً و تفوقاً عددياً و انضباطاً تكتيكياً أكسب الفريق الرهان في معركة الوسط، إضافةً إلى التزامه بالأدوار الدفاعية و العودة إلى الخلف فظهر بشكل مميز أكثر من مرة في استرجاع الكرة و بناء المرتدات، و يجب الإشارة أن نسبة التمريرات الصحيحة للاعب في الشوط الأول بلغت ١٠٠٪، و عند تبديله في الشوط الثاني كان قد وصل إلى ٩٨.٣٪ (٥٩ تمريرة صحيحة من أصل ٦٠) و هو ما يعتبر رقماً مدهشاً قياساً بحجم البطولة و المنافس.

كيف سيغير إيسكو من شكل ريال مدريد؟
من الملاحظ لجميع المتابعين أن ما عاب رونالدو و رفاقه مؤخراً هو الاعتماد على تكتيكٍ واحدٍ متمثلٍ باللعب على الأطراف و الكرات العرضية، و بات واضحاً أنه من الضروري تفعيل اللعب من عمق الملعب لخلق التنويع التكتيكي للفريق و هنا يظهر النجم الاسباني بمزاياه المهارية و الفنية العالية و قدرته على المراوغة و التوغل و إرسال كرات حاسمة من العمق ليكون اللاعب الأنسب لخلق هذا التنويع، و يبدو هذا جلياً إذا نظرنا لخريطة الفعالية التي تعطي مكان تأثيركل لاعبٍ على أرض الملعب لنرى أن تأثير إيسكو كان في الوسط و ليس على اليمين ولا اليسار.

و بالعودة لبعض لقطات المباراة سنلحظ أنه فرانشسيكو و في أكثر من مرة كان يتمركز في عمق دفاع الخصم و يطلب الكرة من دون جدوى و ذلك بسبب اعتياد مودريتش و كروس على  بناء الهجمة من الأطراف و الأظهرة.

و يبقى السؤال هنا : هل زيزو بقادرٍ على توظيف هذا اللاعب من أجلِ حلٍ هجومي جديد رفقة الأطراف؟ هل يملك الجرأة الكافية للاستغناء عن أحد أضلاع BBC ليصنع شكلاً جديداً للفريق؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة حتماً.